ثمة تغييرات أحدثها ناصر القصبي في مسلسله الرمضاني اليومي «سيلفي»، وهي عمليات الإبدال التي قام بها، باستبدال رفيق دربه الفني في «طاش ما طاش» عبدالله السدحان بالممثل حبيب الحبيب. يعرف ناصر القصبي قبل غيره أن سر طبخته الناجحة والكبيرة هي خفايا وزوايا «طاش ما طاش» مع رفيق دربه عبدالله السدحان، ونظرا لأمور عديدة لم يتمكن القصبي من العودة بذات الاسم فاستبدله ب «سيلفي»، ولم يستطع العودة مع زميله السدحان فأبدله بالممثل حبيب الحبيب، وأصبح يشكل معه ثنائيا جديدا بديلا لثنائيته الشهيرة مع السدحان، وكذلك الحال مع مخرج عمل «طاش» إلا أن عودة القصبي لنكهة وروح طاش كانت ذكية في جانب كتابة النص فعاد معه عدد من كتاب حلقات «طاش ما طاش». هذا الإبدال والإحلال الذي حدث للقصبي أو معه لا نعلم هل هو صاحب القرار فيه أم كان قرار الشركة المنتجة لعمل «سيلفي»؟، وبحكم معرفتنا بشخصية القصبي فإننا نعتقد جازمين أن القرار له، وبغض النظر عن من هو صاحب القرار في ذلك فإنه يؤسس لمرحلة جديدة قوية لفراق النجمين الكبيرين القصبي والسدحان، وكذلك عملية فراق لعدد من الممثلين الذين كان يجمعهم «طاش ما طاش»، سواء في البدايات أو ما تلاها من أعمال ل «طاش»، فقد شاهدنا ظهور ممثلي «سيلفي» ورأينا أيضا ظهور ممثلي في عمل السدحان في «منا وفينا» وكأن القوم انقسموا على أنفسهم. الأصداء التي تحققت لعمل «سيلفي» كانت منصبة فقط على ما يطرح فيه من مواضيع مثل قضية الإرهاب والتدين وغيرهما، ولكن تلك الأصداء للأسف لم ترصد أو تتوقف أمام تجربة الإبدال التي حدثت، وفي تصوري أن الممثل حبيب الحبيب لديه القدرة على النجاح في ثنائية القصبي، ولكن أعتقد أنه نجاح محدود، أي في أدوار يستطيع الحبيب أن يتقنها وهما شخصيتان تقريبا وأبرزهما شخصية الابن «المطفوق»، وهو أمر يعيد إلى الذاكرة الشخصيات المتعددة التي كان يستطيع أن يؤديها عبدالله السدحان في ثنائيته مع القصبي، ولذلك قد يكون لمحدودية لعب العديد من الشخصيات لدى الحبيب تأثيرها على نجاحه مع ثنائية القصبي سواء في هذا العمل أو في غيره من الأعمال القادمة إذا أريد لهذا التعاون الاستمرار رغم ان الحلقات الماضية من «سيلفي» لم يظهر فيها القصبي في شخصياته المعروفة، وهذا الأمر قد يفسر لنا قيام القصبي بأداء الثنائية مع الحبيب، فتنوع الشخصيات للقصبي حتما سيكون مقابله تنوع لشخصيات الحبيب.