حددت الكويت يوم الأحد هوية المهاجم الانتحاري الذي نفذ أسوأ هجوم تتعرض له البلاد موضحة أنه شاب سعودي وقالت إنها اعتقلت سائق المركبة الذي نقل الانتحاري إلى مسجد للشيعة حيث فجر نفسه وقتل 27 شخصا. والأرجح أن يؤدي الكشف عن جنسية الانتحاري السعودي إلى تحويل اهتمام سلطات التحقيق في تفجير الجمعة إلى العلاقات بين الإسلاميين في الكويت ونظرائهم في السعودية ذات التوجهات الأكثر محافظة. وذكرت وزارة الداخلية أن المهاجم هو فهد سليمان عبد المحسن القباع وقالت إنه وصل إلى مطار الكويت فجر يوم الجمعة الماضي قبل ساعات فقط من التفجير الذي نفذه في مسجد الامام الصادق في العاصمة. وقالت وزارة الداخلية السعودية إن القباع لم يكن معروفا لدى الجهات الأمنية وإنه غادر المملكة إلى المنامة عاصمة البحرين يوم الخميس الماضي. ويشير توقيت وصول الشاب السعودي للكويت إلى وجود شبكة بالفعل هناك. وقالت وزارة الداخلية الكويتية إنها تبحث عن شركاء آخرين ومساعدين في هذه "الجريمة النكراء." وقالت الوزارة إن القباع من مواليد عام 1992. وأعلنت جماعة موالية لتنظيم الدولة الاسلامية في السعودية المسؤولية عن الهجوم على المسجد الذي كان يوجد به 2000 مصل حينها. وكان الهجوم واحدا من ثلاثة هجمات وقعت في ثلاث قارات يوم الجمعة وترتبط باسلاميين متشددين فيما يبدو. والهجوم هو أخطر أعمال العنف التي يقوم بها مسلحون من السنة في الكويت منذ 2005 حين اشتبكت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "أسود شبه الجزيرة" مع قوات الأمن في شوارع مدينة الكويت. وقتل تسعة إسلاميين وأربعة من أفراد الأمن في تلك المعارك. ودفع التفجير السلطات الأمنية في المنطقة لتشديد إجراءاتها بالنظر للنجاح الذي يبدو أن الدولة الإسلامية تحققه في تهديدها بزيادة الهجمات في شهر رمضان. ويقول التنظيم الذي يسعى للتمدد من معاقله في العراقوسوريا إن هدفه الأهم هو شبه الجزيرة العربية وبالأخص السعودية. ومن هناك يخطط التنظيم لطرد الشيعة الذين تتبنى الدولة الإسلامية نهجا إسلاميا يكفرهم. وذكرت وزارة الداخلية الكويتية أن سائق السيارة يابانية الصنع والذي غادر المسجد على الفور بعد تفجير الجمعة من المقيمين بشكل غير قانوني في الكويت ويدعى عبد الرحمن صباح عيدان سعود. * أفكار "منحرفة" --------------------- وقالت وزارة الداخلية التي أعلنت من قبل عن اعتقال مالك السيارة إنه عثر على عيدان (26 عاما) مختبأ في منزل بمنطقة الرقة السكنية. وأضافت الوزارة أن التحقيقات الأولية أفادت أن صاحب المنزل "من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف" مستخدمة التعبير الذي تستعمله السلطات في دول الخليج العربية عادة للإشارة إلى المتشددين الاسلاميين. وقالت الوزارة إن مالك المنزل كويتي الجنسية وأنه اعتقل أيضا. وذكر مسؤولون أن التفجير كان يستهدف بوضوح اثارة العداء بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية والإضرار بالتناغم النسبي بين الطوائف في الكويت. ويمثل الشيعة في الكويت ما بين 15 إلى 30 في المئة من السكان ويعيشون جنبا الى جنب مع الغالبية السنية دون خلافات واضحة تذكر. وأثار التفجير غضب الكويتيين وقال بعضهم إن المواطنين الذين يمولون الجماعات الاسلامية المسلحة التي تقاتل في سورياوالعراق يتحملون اللوم عن أي تشدد في الكويت. وقال عبد الرحمن الجيران عضو البرلمان الكويتي المنتمي للتيار السلفي متحدثا لرويترز إن على المشرعين إيقاف "الخطاب الطائفي." وأضاف الجيران أنه ينبغي منع البرلمانيين من استخدام قضايا طائفية لتحقيق مكاسب انتخابية. وفي هجمات اخرى وقعت يوم الجمعة قتل مسلح في تونس 39 شخصا بينهم سياح غربيون على شاطئ في مدينة سوسة وفي فرنسا عثر على جثة مفصولة الرأس بعد أن اقتحم مهاجم بسيارته شركة للغاز مما أسفر عن حدوث انفجار. وليس هناك دليل على أن الهجمات الثلاثة منسقة. لكن حدوثها على فترات متقاربة يبرز فيما يبدو نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية الاخذ في النمو.