كشفت مصادر مقربة من عائلة الانتحاري فهد سليمان عبدالمحسن القباع منفذ الانفجار في مسجد الصادق بالكويت، أنه عرف عنه انحراف فكره منذ صغر سنه، مشيرة إلى أنه كان يحول اجتماعات العائلة لساحات من المعارك الكلامية لمخالفي فكره. وأكدت المصادر أن الانتحاري مواليد عام 1993 حاصل على الثانوية العامة، ولم يستطع إكمال المرحلة الجامعية، وعمل مع والده في التجارة. وأشارت المصادر إلى أن الانتحاري القباع تهيأ له عدد من الفرص الوظيفية الحكومية، بيد أنه رفضها بحجة حرمتها، وعمل في شركتين للقطاع الخاص بالرياض، إلا أنه تركهما. وقالت المصادر نفسها، إن آخر مشاهده في العائلة حضوره اجتماعا للعائلة قبل 5 أيام من رمضان، وخرج من الاجتماع غاضبا إثر اشتباكه مع جميع الموجودين لمخالفتهم فكره المنحرف. إلى ذلك، كشفت وزارة الداخلية السعودية معلومات جديدة عن الانتحاري السعودي الذي فجّر نفسه داخل مسجد الإمام الصادق بدولة الكويت، الجمعة الماضية. وقالت الوزارة عبر حسابها الرسمي في "تويتر" : "فهد سليمان القباع من مواليد 1413 هجرية، ولم يسبق للجهات الأمنية التعامل معه في أي نشاطات ذات صلة بالإرهاب". وأضافت : "غادر القباع المملكة يوم الخميس 8 رمضان جواً من الرياض إلى المنامة على رحلة طيران الخليج رقم 170، ولم تسجل له سفرات سابقة". وأوضحت الداخلية أن التعاون قائم مع الأشقاء في الكويت للوقوف على أبعاد الجريمة والأطراف المتورطة فيها، وعلاقة أي مواطنين سعوديين آخرين بها. وبينت الوزارة أنه يتم التواصل مع الأشقاء في مملكة البحرين للوقوف على ما لديهم عن الفترة الزمنية التي قضاها منفذ الجريمة الإرهابية بالمنامة. وأعربت أسرة القباع عن استنكارها وإدانتها الشديدة العمل الإجرامي الذي ضرب مسجد الصادق، وخلف ضحايا أبرياء، مؤكدة أن هذا الفعل شاذ. وقدمت أسرة الانتحاري خالص التعازي لدولة الكويت والعالم العربي، قائلة: إن كافة أسرة القباع في جميع أنحاء المملكة يدينون بشدة العمل الإجرامي الآثم المتمثل في تفجير مسجد الإمام الصادق بدولة الكويت الشقيقة. وأعلنت الأسرة - في بيان لها - براءتها من فعله الشاذ والمشين، مجددين الولاء والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتقدمت أسرة الانتحاري لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولأسر الضحايا بأحر التعازي والمواساة، متمنية الشفاء العاجل للمصابين. مجددين البيعة والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد. وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد كشفت ان الانتحاري الذي نفذ الهجوم في مسجد بمدينة الكويت يوم الجمعة هو سعودي الجنسية ويدعى فهد سليمان عبدالمحسن القباع، وفق ما نقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا). وأوضحت وزارة الداخلية في بيانها ان الانتحاري دخل البلاد فجر يوم الجمعة عن طريق المطار، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية "تعكف على البحث والتحري عن الشركاء والمعاونين في هذه الجريمة النكراء". وتبنى تنظيم داعش الهجوم الذي سقط ضحيته 26 قتيلا و227 جريحا في مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر في العاصمة الكويتية. الى ذلك، ألقت اجهزة الامن الكويتية القبض على سائق السيارة التي اوصلت الانتحاري الذي نفذ التفجير، وفق ما اعلنت وزارة الداخلية الاحد في بيان. كما اوقفت السلطات صاحب منزل اختبأ فيه السائق، بحسب البيان الذي اوردته وكالة الانباء الكويتية الرسمية. وأوضح البيان ان صاحب المنزل الذي لم تكشف هويته، كويتي وأن التحقيقات الاولية أفادت بأنه "من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف". أما السائق فهو "عبدالرحمن صباح عيدان سعود وهو من مواليد 1989 ومن المقيمين بصورة غير قانونية"، دون ان تشير الى جنسيته. وأضافت الوزارة انه "عثر عليه مختبئا بأحد المنازل في منطقة الرقة" في محافظة الاحمدي جنوبالكويت. وغالبا ما تستخدم السلطات تعبير "مقيم بصورة غير قانونية" لوصف "البدون" الذين لا يملكون جنسية ويبلغ عددهم 110 آلاف شخص يطالبون بالجنسية الكويتية. وكانت السلطات اوقفت السبت شخصا قالت انه جراح نمر مجبل غازي المولود في 1988، وقالت انه صاحب السيارة التي استخدمت لنقل الانتحاري الذي قال تنظيم داعش انه ابو سليمان الموحد. وشارك آلاف الكويتيين السبت في تشييع 18 من 26 شخصا قتلوا في التفجير الذي استهدف المصلين اثناء صلاة الجمعة في المسجد شيعي. وأحدث التفجير صدمة في الكويت التي ظلت بعيدة عن الاضطرابات العنيفة التي تهز المنطقة رغم انها تقع على الحدود مع العراق. ومن بين القتلى مواطنان ايرانيان، بحسب ما افادت وزارة الخارجية الايرانية. وكذلك سقط 227 جريحا في الهجوم الذي يعد أحد أسوأ التفجيرات في البلاد، والاول الذي يستهدف مسجدا وأول اعتداء يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في الكويت. ونقلت جثامين القتلى الثمانية الاخرين الى مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة في العراق لدفنهم فيها. وفجر الاحد، ووري الضحايا الثماني الثرى في مقبرة وادي السلام المجاورة لمرقد الامام علي في مدينة النجف بجنوبالعراق، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون لوكالة فرانس برس. وقال نائب رئيس محافظة النجف لؤي الياسري ان "جثامين الشهداء التي وصلت الى مطار النجف مساء السبت، تم دفنها في مقبرة وادي السلام في النجف فجر الاحد". وكانت الجثامين التي تعود الى سبعة كويتيين وسعودي، وصلت الاحد على متن طائرة كويتية خاصة الى النجف. وسجيت النعوش التي لفت بالعلم الكويتي، لبعض الوقت في مبنى المطار، حيث تلا المسافرون الموجودون في قاعات الانتظار الفاتحة على ارواح الضحايا، وسط حال من الحزن والبكاء لدى اقارب الضحايا الذين رافقوا الجثامين. وفي سياق متصل، اعلن مكتب الزعيم الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر في بيان، ان الاخير زار الكويت صباح الاحد "لتقديم التعازي للكويت حكومة وشعبا بسبب الجريمة النكراء التي استهدفت مسجد الامام الصادق". تفتيش المصلين عقب الحادث الارهابي في الكويت