في خطوة غير متوقعة، أعربت دولة قطر عن "استنكارها الشديد" للانفجار الذي استهدف مقر مديرية أمن الدقهلية، في الوقت الذي دعت فيه إلى "حوار جامع" يضم كافة الأطراف السياسية في مصر. جاء ذلك بحسب ما نشرته ال"CNN بالعربية" في التقرير التالي: أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية أن "دولة قطر تدين بشدة مثل هذه الأعمال، التي تتناقض مع كل القيم الإنسانية"، في إشارة إلى التفجير الذي أسفر عن سقوط نحو 13 قتيلاً وأكثر من 130 جريحاً. ودعت الدوحة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن المسؤول بوزارة الخارجية، "جميع الأطراف" إلى "التحلي بضبط النفس، والحفاظ على استقرار وأمن مصر، الذي بدوره يعني استقرار المنطقة." وجدد المصدر "مواقف دولة قطر الثابتة، بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره، أياً كان مصدره"، مؤكداً أن "الحوار بين كافة الأطراف، هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على الوحدة الوطنية." وتُعد الدولة الخليجية أحد أبرز حلفاء جماعة "الإخوان المسلمين"، وتتهمها القاهرة باتخاذ مواقف "معادية"، تجاه "ثورة 30 يونيو/ حزيران، وإرادة شعب مصر الرافض لحكم جماعة الإخوان." وشهدت القاهرة احتجاجات مناهضة لقطر أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طالب خلالها المتظاهرون بطرد السفير القطري، وإغلاق مكاتب قناة "الجزيرة"، التي اتهموها ببث "أكاذيب" حول حقيقة الوضع بمصر. وقالت ال"CNN" في تقرير منفصل أن الجيش المصري توعد بالقضاء على الجماعات "الإرهابية"، والتي وصفها ب"خفافيش الظلام"، في أعقاب التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، خلال الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، والتي حمَّلت مصادر رسمية جماعة "الإخوان المسلمين" المسؤولية عنه. جاء ذلك بحسب التقرير التالي: ذكر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أن مثل هذه العمليات، التي وصفها ب"الجبانة"، التي تقوم بها "فئة ضالة خرجت عن الجماعة الوطنية المصرية، وانتهجت العنف والغدر، واستحلت دماء المصريين، ستزيد الجيش إصراراً على تطهير أرض الوطن من خفافيش الظلام." وقال المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، إن الانفجار الذي هز مدينة المنصورة، بعد منتصف ليلة الاثنين/ الثلاثاء، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من أفراد الشرطة، وبينهم عدد من كبار الضباط بمديرية أمن الدقهلية، نجم عن سيارة مفخخة. وأكد المتحدث العسكري، بحسب بيان حصلت عليه CNN بالعربية، إصرار القوات المسلحة على مواجهة "أنصار التنظيمات المتطرفة، التي تحاول بين الحين والآخر العبث بأمن مصر القومي، وإثارة الفزع بين المواطنين، خلال تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد." من جانبه، نعى الرئيس "المؤقت"، عدلي منصور، ضحايا تفجير مديرية أمن الدقهلية، وأكد في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية الثلاثاء، أن "العمليات الإرهابية تزيد الدولة تصميماً على اجتثاث الإرهاب من كافة ربوع البلاد، وإصراراً على تنفيذ خارطة مستقبل الشعب المصري وإرادته." وأضافت رئاسة الجمهورية في بيانها: "من منطلق ثقتنا في تلاحم أبناء الوطن خلف مؤسسات الدولة، نتعهد بضرب الإرهاب بيد من حديد، قصاصاً لشهداء ومصابي هذا الحادث الإرهابي الخسيس.. ونؤكد أننا لن نسمح للإرهاب الأسود والقائمين عليه بتعطيل استحقاقات خارطة المستقبل، والوقوف أمام إرادة الشعب المصري." إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن رئيس مجلس الوزراء، حازم الببلاوي، إعلانه جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية، بعد أن أظهرت وجهها القبيح كجماعة إرهابية تسفك الدماء وتعبث بأمن مصر"، دون أن يتهمها مباشرة بتنفيذ الهجوم. أما جماعة الإخوان، فقد أدانت عبر حسابها بموقع "تويتر"، التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، وأعربت عن تعازيها لأسر الضحايا.