في اجراء رأى فيه مراقبون انه بمثابة عقاب لدولة الامارات على تمردها على الهيمنة السعودية برفضها الانضمام للعملة الخليجية الموحدة اذا اصرت السعودية على موقفها من جعل الرياض مقرا للبنك الخليجي، شددت السلطات السعودية من الاجراءات على حدودها مع الامارات خلال الاسابيع الماضية لا سيما لجهة اخذ بصمات سائقي الشاحنات ما تسبب بصف انتظار للشاحنات بلغ 24 كلم هذا الاسبوع وببطء شديد في الحركة. ونقلت صحيفة 'غلف نيوز' عن سائقين عالقين قولهم ان الظروف صعبة جدا في ظل درجات حرارات مرتفعة وفي غياب كل الخدمات مثل المطاعم والمياه ودورات المياه، وان السلطات على الحدود السعودية تقوم بأخذ بصمات السائقين. وتصل درجات الحرارة في النقطة الحدودية الصحراوية بين امارة ابوظبي والسعودية (الغويفات) الى ما فوق 45 درجة مئوية في هذه الفترة من السنة. والسعودية هي الباب الوحيد لوصول البضائع من الامارات الى دول خليجية اخرى مثل الكويت وقطر والبحرين والى باقي البلدان العربية. وبحسب 'غلف نيوز'، ذكر بعض السائقين ان العبور يتم ببطء شديد وانه يستوجب 16 ساعة تقريبا لمرور كيلومترين من صف الشاحنات، مع العلم ان المشكلة بدأت تتعاظم منذ حوالى شهر. وتأتي هذه المشكلة بالرغم من مشروع للاتحاد الجمركي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهي تضاف الى الجو الذي نتج عن انسحاب الامارات من الوحدة النقدية الخليجية الشهر الماضي احتجاجا على اختيار الرياض لتكون مقرا للمصرف المركزي الخليجي وليس الامارات. ويرى مراقبون ان هناك مشكلة مزمنة بين الرياضوابوظبي تمتد جذورها لأكثر من ثلاثين عاما تتمثل في مطالبة الامارات بنصيب اكبر في حقل الشيبة النفطي الواقع على الحدود بين البلدين، وينتج حوالى نصف مليون برميل من النفط يومياً، بالاضافة الى مطالبها بالشريط الساحلي المقابل له (منطقة العيديد) الذي تعتبره الامارات تابعا لها، وبلغ الخلاف حول هذا الشريط ذروته عندما عارضت الحكومة السعودية بناء جسر بحري يربط الامارات بدولة قطر ويمر فوق المياه الاقليمية لهذا الشريط. وكان مصدر اماراتي استغرب اصرار المملكة العربية السعودية على وجود مقرات معظم مؤسسات مجلس التعاون الخليجي في عاصمتها الرياض. وفيما حاولت السعودية ترضية الامارات بمنصب محافظ المصرف المركزي الخليجي، أكد مسؤولون إماراتيون أن اختيار محافظ المصرف المركزي الخليجي من الإمارات يعد مسألة ثانوية بالنسبة للإمارات، ولا يمكن اعتباره بديلاً عن اختيارها مقرا لمجلس النقد الخليجي الذي تتمسك به الدولة، وفق مصدر وثيق الصلة بالموضوع. من جهتها، قالت صحيفة 'خليج تايمز' ان اجتماعا حول المسألة سيعقد بين الجمارك الاماراتية والسعودية في الرياض في 20 حزيران (يونيو). ونقلت الصحيفة عن محمد خليفة المهيري المدير العام للجمارك الاماراتية الاتحادية قوله ان الجانب السعودي اثار مسألة تهريب المخدرات والخمور الى المملكة عبر الشاحنات دون تقديم ادلة على حد قول الصحيفة. وذكرت الصحيفة ان عشرة الاف شاحنة كانت عالقة على الحدود الاسبوع الماضي وان حجم التبادل التجاري بين الامارات والسعودية بلغ 48. 54 مليار درهم (. 14 84 مليار دولار). كما نقلت 'خليج تايمز' عن مسؤول في السفارة السعودية في الامارات ان سبب الازدحام يعود الى عدم حيازة السائقين في بعض الحالات على المستندات اللازمة او لعدم توافق وضع الشاحنات مع المعايير المحددة سعوديا وخليجيا. وجرى تسريب أنباء للصحف في الاسبوع الماضي عن تفاقم الخلاف الاماراتي السعودي بشكل مطرد، انعكس في منع المملكة العربية السعودية مواطنيها من التنقل بالبطاقة بينها وبين دولة الامارات، وكذلك الطلب من الزائرين الاماراتيين استخدام جوازات سفرهم بدلاً من البطاقة الشخصية في حال رغبتهم في السفر الى المملكة لأداء فريضة الحج او العمرة او السياحة. ولم يصدر اي نفي من الرياض لهذه الانباء حتى الآن. ويرى مراقبون انه ما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه القطيعة بين الدولتين وباقي دول المجلس الأخرى الأربع ستمتد الى اتفاقيات اخرى، مثل الاتفاقية الامنية والدفاعية والاقتصادية، ام انها ستظل محصورة في العملة الخليجية الموحدة، لكن هناك مؤشرات تفيد بأن الخلافات قد تمتد الى هذه الاتفاقات.