انتقد الشيخ حارث الضاري ، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق ، مخطط الفيدرالية في العراق مبيناً أن الفدراليات التي تم وضعها في الدستور الحالي الذي يقوم عليه الحكم في العراق هي فدراليات طائفية مؤكداً ما يقوله الخبراء ويثبته الواقع من أن هذه الفدراليات الطائفية والقومية تؤول في النهاية إلى تقسيم العراق, وإن تهديد قيادات الشمال في العراق بالانفصال هو دليل أكيد على ذلك ونقلا عن موقع " المسلم " فقد جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ الضاري عند حضوره حفل استقبال ، أقامه على شرفه فضيلة الشيخ ناصر العمر، الأمين العام لرابطة علماء المسلمين و المشرف على موقع المسلم ، وبحضور عدد من المشايخ وطلاب العلم بالرياض مساء اليوم الأحد . وأضاف الشيخ الضاري أن هذه الفيدرالية ما هي إلا تمهيد لتقسيم العراق وتجزئته تلبية لرغبة أعداء العراق في تقسيم العراق ومن ذلك مشروع تقسيم العراق في الكونجرس الأمريكي, و التقسيم الذي سعت له بريطانيا وإسرائيل منذ عقود لكن مساعيهم فشلت أمام وحدة أبناء العراق. كما انتقد الذين يطالبون بالفدرالية من أهل السنة الذين كانوا هم من يدافع عن وحدة العراق وكانوا يعارضون الفدرالية وقد أصبحوا الآن وللأسف الشديد هم من ينادي بها. ووصف من ينادي بالفدرالية الآن بالفاشلين وقال " هؤلاء هم أصحاب العملية السياسية وقد دفعهم إلى ذلك يأسهم من أن يعود العراق كما كان وأن يخرج الاحتلال منه فهم يعالجون فشلهم بفشل آخر وهي هذه الفدراليات". وأضاف " هم يقولون أن الحكم الحالي قسى على أهل السنة فهم يريدون الانفصال بفدراليات لحماية أنفسهم" متسائلاً " هل يستطيعون فعلاً حماية أنفسهم والمحافظة على هذه الفدراليات أم أن هذه هزيمة لتسليم بغداد والعراق كله لإيران من خلال حلفائها؟ " وأكد أن هيئة علماء المسلمين ومعها أغلب العراقيين قد وقفت في معارضة هذه الأفكار الهدامة فهي بالإضافة إلى فساد فكرتها, فهي وصفة يراد لها أن تطبق في بقية العالم الإسلامي مستغلين التنوع العرقي والقومي في أرجاءه. وأبان الشيخ الضاري أن الاحتلال حتى مع انسحابه إلا أنه أبقى على نحو ربع قواته العسكرية مضاف إليها عشرات الآلاف من مخابراته ومن رجال الشركات الأمنية وكذلك العملاء وغيرهم مضيفاً أنه مع رحيل الاحتلال فقد ترك عبئا ثقيلاً, حيث أسلم البلد, إلى خلفائه المعروفين بعدائهم الشديد وطمعهم الكبير في العراق , ألا وهم الإيرانيون, الذين كانوا من زمن بعديد يتمنون فرصة الدخول في العراق وفرصة الهيمنة عليه لتحقيق أهدافهم المتنوعة العقدية منها والتاريخية والاقتصادية. وكشف عن مخطط لإيران يقوم عليه رئيس الوزراء العراقي نور المالكي منذ ما يقرب السبع سنوات ألا وهو تغيير هوية العراق وإقامة الدولة الموالية فكراً وعقيدة ومذهبا لإيران, مضيفاً أن المالكي يسعى لأن يقيم دولة الحزب الواحد والمذهب الواحد في العراق, كما كشف عن نوايا للإيرانيين أظهروها لدى زيارة المالكي الأخيرة لطهران ومنها دعوة أحدهم إلى الوحدة بين العراق وإيران مؤكداً أن "في الجعبة الإيرانية المزيد وهم مسرعون في هذا الاتجاه ". وأضاف بأن المقاومة العراقية أنهت المرحلة الأولى من مراحل جهادها ومقاومتها ضد الاحتلال والأعداء, مضيفا أن هذه المقاومة بفضل الله فعلت الشيء الكثير وأرغمت الاحتلال على مغادرة العراق وسحب أغلب قواته نتيجة الخسائر التي لحقت مؤكداً أن هذه الخسائر قد أصبحت درسا له ولغيره فصار هذا الاحتلال لا يحاول الدخول في حرب أو جهد عسكري خارج الولاياتالمتحدة إلا بعد أن يسترجع هذا الدرس. واختتم الشيخ الضاري كلمته بقوله " ومع أن العبء كبير والحمل ثقيل ولكن أهل العراق والشرفاء من أبنائه جميعاً لم يقبلوا فقد وقفوا في وجه هذه المخططات بكل الوسائل الممكنة ولذلك أطمئنكم أن العراق لا يطول غيابه ولا يستمر اغتصابه بل سيبقى عراق العروبة والإسلام والجهاد كما كان دوماً".