واصل حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين تفوقه في الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا في مصر، حيث أظهرت نتائج شبه رسمية نجاحه في حصد ثلثي مقاعد الفردي التي جرى التنافس عليها في هذه المرحلة وبلغ عددها ستين مقعدا في تسع محافظات هي الجيزةوالشرقية والمنوفية والبحيرة وبني سويفوسوهاجوأسوانوالإسماعيليةوالسويس. وجاء ذلك بعد اكتمال فرز الأصوات لجولة الإعادة التي أجريت يومي الأربعاء والخميس وشملت جميع المقاعد على المستوى الفردي في المحافظات التسع، باستثناء مقعد واحد كان محمد أنور عصمت السادات ابن شقيق الرئيس الأسبق أنور السادات قد حسمه في الدائرة الثانية بمحافظة المنوفية الأسبوع الماضي بحصوله على أكثر من نصف الأصوات وبالتالي لم يكن بحاجة إلى خوض جولة إعادة بحسب موقع قناة الجزيرة الإلكتروني. ورغم تصعيد حملات إعلامية تخوّفا من فوز الإسلاميين، فقد استمر تقدم هذه القوى لتحقق في هذه المرحلة فوزا كاسحا بحصولها على 54 مقعدا منها أربعون للتحالف الديمقراطي الذي يقوده الحرية والعدالة و14 مقعدا لحزب النور الذي يقود تحالفا من الأحزاب السلفية والجماعة الإسلامية. وشهدت محافظة الشرقية الواقعة في دلتا مصر نتيجة لافتة عندما اكتسح الحرية والعدالة جميع المقاعد العشرة على مستوى الفردي، حيث يتم اختيار ثلث أعضاء مجلس الشعب المقبل بنظام الفردي مقابل ثلثين يتم اختيارهم عبر القوائم الحزبية، علما بأن أربعة من مقاعد الشرقية لن يتم الإعلان عنها رسميا إلا بعد حسم القضاء في طعون مقدمة بشأنها. وكان من النتائج اللافتة في الشرقية خسارة وزير التضامن الاجتماعي السابق علي مصيلحي وهو عضو سابق بالحزب الوطني الديمقراطي الذي هيمن على الحياة السياسية طوال السنوات الثلاثين لحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل أن يقرر القضاء حله في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني الماضي التي أطاحت بمبارك. كما حقق الحرية والعدالة فوزا كبيرا في محافظة الجيزة التي يشكل الجزء الحضري منها جزءا من القاهرة الكبرى، حيث حصد ثمانية من المقاعد التسعة التي دخل المنافسة فيها، بينما تمثلت المفاجأة في فشل حزب النور في حصد أي مقعد للفردي بهذه المحافظة. وذهب المقعد الذين خسره حزب الحرية والعدالة إلى الباحث السياسي د. عمرو الشوبكي الذي نجح في حسم منافسة شرسة شهدتها الدائرة الثالثة بالجيزة بعدما تغلب على مرشح الحرية والعدالة عمرو دراج. وحقق التحالف الديمقراطي بقيادة الحرية والعدالة نتيجة جيدة أيضا في محافظة المنوفية مسقط رأس الرئيسين السابقين مبارك والسادات حيث حصد ستة من مقاعدها الثمانية، بينما فاز حزب النور بمقعد واحد. وسيطر الإسلاميون على المقاعد العشرة لمحافظة البحيرة التي تقع هي الأخرى في دلتا النيل بشمالي مصر، حيث حصد مرشحو الحرية والعدالة سبعة مقاعد مقابل ثلاثة لحزب النور. وفي بني سويف بشمال الصعيد، حصد الحرية والعدالة أربعة مقاعد مقابل اثنين للنور وذهب المقعدان المتبقيان لمرشح مستقل وآخر من فلول الحزب الوطني المنحل، لكن نتائج الحزب لم تكن على نفس المستوى في محافظة سوهاجالجنوبية حيث اكتفى بثلاثة مقاعد مقابل خمسة للنور ومقعدين لمرشحين مستقلين. وفشل الحرية والعدالة في اقتناص أي من المقعدين المخصصين لمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر حيث تقاسمهما حزب النور ومرشح مستقل. وفي منطقة القناة، تقاسم الحرية والعدالة مع النور مقعدي محافظة الإسماعيلية، وتكرر الأمر في محافظة السويس التي تقاسم نفس الحزبين مقعديهما على مستوى الفردي. جدير بالذكر أن القوى الإسلامية تحقق تقدما منذ انطلاق أول انتخابات برلمانية في مصر عقب الثورة، ففي المرحلة الأولى التي أجريت في تسع محافظات بينها القاهرة حصد التحالف الذي يقوده الحرية والعدالة ما يقرب من 40% من المقاعد بينما حصل التحالف السلفي بقيادة حزب النور على نحو 20%، وهي النتيجة التي تكررت تقريبا على مستوى القوائم في المرحلة الثانية.