يأمل التيار الإسلامي في مصر بتأكيد تقدمه في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) التي تنطلق اليوم في تسع محافظات تضم أكثر من 18 مليون ناخب يختارون 180 نائباً، ثلثهم بالنظام الفردي والثلثان بنظام القوائم الحزبية. وستحسم نتائج هذه المرحلة إلى حد كبير المنافسة بين الإسلاميين والليبراليين، بعدما فاز التيار الإسلامي ممثلاً في حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، ووصيفه حزب «النور» السلفي بغالبية مقاعد المرحلة الأولى، إذ حصدا 42 مقعداً فردياً من أصل 56، وفازت قوائمهما بأكثر من 60 في المئة من أصوات المقترعين التي ستترجم في توزيع 112 مقعداً جرى التنافس عليهم بنظام القائمة. وفي نهاية المرحلة الثانية، تكون المنافسة حسمت على 348 مقعداً في البرلمان، فيما يتبقى 150 مقعداً للمرحلة الثالثة. ولا يرى نائب المرشد العام ل «الإخوان» محمود عزت مفاجأة في تقدم الجماعة. وقال ل «الحياة» إن «الإخوان حصلوا على ثقة غالبية الناخبين في انتخابات حرة، أقبل عليها الناس بكثافة»، متوقعاً استمرار تقدمهم في المرحلتين المقبلتين «لأن الإخوان محل احترام من الجميع». أما المنسق التنفيذي لتحالف «الكتلة المصرية» الليبرالي الدكتور محمد غنيم، فرفض اعتبار المرحلة الثانية فرصة أخيرة للقوى المدنية، معتبراً أنها «فرصة لتصحيح الأخطاء». وقال ل «الحياة»: «تعلمنا من الجوله الأولى الكثير، ونحن راضون عما حققناه من نتائج»، معرباً عن أمله في تعديل وضع الليبراليين داخل البرلمان. ويجرى الاقتراع في محافظات الجيزة وبني سويف والمنوفية والشرقية والإسماعيلية والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان اليوم وغداً. وتضم المحافظات التسع 15 دائرة انتخابية بنظام القوائم و30 دائرة بالنظام الفردي. وفي حال جاءت نتائج المرحلة الثانية مشابهة لسابقتها، سيضمن الإسلاميون غالبية برلمانية تقضي على طموح منافسيهم في الحصول على «الثلث الضامن». ومعروف عن التيار الإسلامي قوته في عدد من محافظات المرحلة الثانية، خصوصاً الشرقية والبحيرة. ويعول الليبراليون على تنسيق بين قواهم أسفر عن دعم قائمة تضم 51 مرشحاً للمقاعد الفردية ضمن المرحلة الثانية، فيما يراهن الإسلاميون على مساعي شيوخ من التيار السلفي للسيطرة على الخلافات التي تفجرت بين «الحرية والعدالة» و«النور» بعد جولة الإعادة في المرحلة الأولى. ولحزب «الحرية والعدالة» أكبر عدد من المرشحين في المرحلة الثانية، إذ ينافس على كل مقاعد القائمة، إضافة إلى 49 مقعداً فردياً من ضمن 60 مقعداً، فيما تنافس «الكتلة المصرية» التي تضم أحزاب «المصريين الأحرار» و «المصري الديمقراطي» و «التجمع» على 13 من 15 قائمة في المرحلة الثانية وتدعم 51 مرشحاً فردياً. ودعا الأزهر أمس الناخبين إلى ترجيح «معايير الصلاحية والكفاءة والأمانة، والقدرة على إدارة سياسة البلاد بغير تعصب لفئة ولا لمذهب»، في محاولة لاحتواء الاستقطاب الطائفي الذي كان سمة المرحلة الأولى. وطالب في بيان «بالابتعاد عن كل أسباب العنف والفتنة والاختلاف». ولوحظ تنظيم الجيش حملات لحض الناخبين على اختيار «الأصلح لمهمة التشريع والرقابة والابتعاد عن نواب الخدمات». ووعدت اللجنة العليا للانتخابات بمحاسبة من يخالف قواعد «فترة الصمت الانتخابي» التي تتوقف فيها الحملات الدعائية للمرشحين. وحذرت كل القوى المتنافسة من الدعاية لمرشحيها أمام مقار الانتخابات. وتقرر إرجاء العملية الانتخابية للقوائم في ثلاث دوائر في محافظات البحيرة وسوهاج والمنوفية بسبب إضافة قوائم لأحزاب أخرى في بطاقات إبداء الرأي، وفقاً لحكم قضائي صدر بعد طبع وتوزيع أوراق الاقتراع على المحافظات.