أوشك حجاج بيت الله الحرام على الانتهاء من مناسك الحج ويتبقى لهم طواف الوداع، وهو يوم الخروج من مكة بعد انتهاء الحج، ويتعذر فى كثير من الأحوال الوصول إلى الحرم لأداء طواف الوداع لشدة الزحام، وفى كثير من الأحوال يتوجب على الشخص المغادرة إلى المطار لإدراك طائرته تاركاً طواف الوداع. طواف الوداع واجب ومن تركه عليه دم، لأنه واجب، لذلك أوشكت المملكة العربية السعودية على وضع اللمسات الأخيرة لبدء مشروع إقامة سبع طوابق حول الكعبة بهدف تيسير عملية الطواف، وقال الدكتور عمر كامل عضو هيئة العلماء بالسعودية، أنه من المنتظر أن يثير هذا المشروع ضجة فى العالم الإسلامى، وأزمة فقهية كبرى، لأنه سيؤدى إلى حجب رؤية الكعبة وسوف تختلف فتاوى مشروعية هذا المشروع بين علماء المسلمين. "اليوم السابع" استطلع آراء عدد من علماء الدين بمختلف تخصصاتهم و الذين أجمعوا على استحسان هذا المشروع بشرط أن يحفظ هيبة الكعبة و البيت الحرام مؤكدين أن مكة كلها حرم، بل ذهب البعض إلى مطالبة السعودية بعمل سير حول الكعبة وفى الصفا والمروة لمن لا يستطيع الطواف على قدميه بدلاً من حملهم،بينما ذهب البعض إلى عدم التزام المسلمين بتلك التوسعات. الشيخ على عبد الباقى ،الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، قال إن تلك دراسات وتخيلات قد تصادف الواقع وقد تتعارض معه ولكن المسلمين لهم نظراتهم الخاصة ومهما يفعلوا لن يجدوا أحدا يطوف من هذه الأماكن وسيبقى الجميع حول الكعبة حتى يرونها. ودلل عبد الباقى على ذلك بمثال رمى الجمرات، أن السعودية قالت أنه لا يجوز رمى الجمرات قبل الزوال و كذلك اللجان التى ترشد الحجيج لكن عامة المسلمين أخذوا بالفتوى العامة وهى جواز الرمى قبل الزوال وتابع:فتبقى السلطات فى وادى و الجماهير فى وادى فأرجو أن يدرسوا الواقع قبل أن يبدأوا بهذه الأعمال. الدكتور حسن الشافعى، رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر الشريف، قال إن التجديدات تتم فى الحرم المكى نظراً لكثرة عدد الحجاج الذى يربو على ثلاثة ملايين، مضيفاً أن مبانى البيت الحرام تعرضت لتغييرات من قبل فكانت طابقا واحدا ولا تزال بقايا التجديدات العثمانية المتمثلة فى البواكى المحيطة بساحة الطواف موجودة والتجديدات السعودية حافظت عليها وأضافت إليها. وتابع: إذا اقتضت المصلحة التوسعة فهذا يحتاج إلى رأى فنى بحيث لا يؤثر على الحرم فهذه مسألة ينبغى أن تراعى فيها الاعتبارات المختلفة ومنها بقاء الهيبة الكاملة للبيت والكعبة كما أمر الرسول عند رؤيتها "اللهم زد هذا البيت تكريما وتشريفا ومهابة وزد من عظمه وكرمه تكريما وتعظيما وبرا"، ونبحث أيضا عن راحة الحجاج و المعتمرين وتيسير الطواف لهم و هذه ناحية ينبغى القائمين على الحرم أن يراعوها. من جانبه قال الدكتور علوى أمين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن مكة كلها حرم و يكفى الناس النظر إلى سقف الكعبة و النبى رخص لأشياء كثيرة،مطالبا أن تقيم السلطات السعودية بعمل سير للطواف و للسعى بين الصفا و المروة للحجاج والمعتمرين الذين لا يستطيعون السير بدلاً من حملهم فليس شرطا أن يتعب الناس فى أداء مناسك الحج و العمرة.