عادت المساجلات الدينية بين الدعاة أخيرا، إذ طالب عادل الكلباني على إحدى الفضائيات أمس، الداعية حسن القعود ب «التوبة إلى الله» على خلفية تصريح الأخير حول أن ما يقارب من 80 % من المبتعثين في بريطانيا يرتكبون «الكبائر». وقال الكلباني إن ما ذكره القعود مخالف ت ماما للواقع الذي نشاهده من تميز المبتعثين في الخارج، وهذا اتهام للمسلمين. من جانب آخر، ذكر ل«شمس» الداعية حسن القعود أنه سمع كما سمع الآخرون حديث الكلباني، مبينا أنه من الجميل أن يطلب من الإنسان المسلم التوبة، لكنه استدرك موضحا «تحدثت مع الكلباني عبر اتصال هاتفي وسألته عن أي شيء أتوب وعلى ماذا استند في حديثه الموجه لي». وأكد «استنادي هو حديث رؤساء الأندية السعودية في بريطانيا، فهل كان للكلباني استناد على نفيه المطلق بعدم وجود ملاحظات على الطلاب في الخارج»، جازما بأن كلامه عن الطلبة السعوديين في بريطانيا لم يكن ادعاء بل حقيقة. وكان الداعية حسن القعود قد أثار فئات من المجتمع الأسبوع الماضي، حينما أورد أن المبتعثين في الخارج من الطلاب انحرفوا عن مسارهم التعليمي وباتوا يرتكبون الكبائر، مشددا على أن ذلك يحدث من «طلبة البكالوريوس»، وهو الأمر الذي قوبل باستهجان كبير من قبل الدارسين في الخارج والمجتمع في الداخل على حد سواء. ونشطت مواقع التواصل الاجتماعي في الرد على القعود معتبرة أنه ليس ب«ناصح»، إذ يرى الرافضون لموقف القعود أنه كان الأولى به وهو يزور الطلبة السعوديين الدارسين في بريطانيا الاقتراب منهم والتعرف على مشكلاتهم بدلا من ذكره أمورا يرى الغالبية أنها محل شك أصلا. من جانبه طالب فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء وزارة التعليم العالي التأكد من صحة المعلومات التي تتهم بعض المبتعثين في بريطانيا أو غيرها بسوء السلوك والعودة للملحقيات الثقافية التي تشرف على دراسة الطلبة والطالبات. وقال بن منيع أنه يجب هنا التأكد والتحري معتبراً كما قال إن المبدأ العام عدم قبول أورد المعلومة مستنداً على الآية ” إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا” وحول جواز إقامة حد القذف من قبل الطلاب وأسرهم قال بن منيع يكون ذلك اذا قذف شخص “معين”باسمه أما في هذه الحالة فإن حق المبتعثين لدى الدولة أما أن يؤكد أو يعاقب، على جانب آخر وصف د. محمد آل زلفة عضو الشورى السابق هذه المعلومات بأنها محاربة للابتعاث ولكنهم فشلوا، ويذكر أن القعود اعلن أنه في حالة ماثبت لديه غير ذلك سوف يعلن اعتذاره عبر وسائل الاعلام وكانت السعودية أقرت قبل نحو ستة أعوام إيفاد الطلاب والطالبات للدراسة في أمريكا وأوروبا ودول عربية وآسيوية. وأورد التقرير الإحصائي الصادر من وزارة التعليم العالي أخيرا، أن عدد المبتعثين الدارسين خارج المملكة حتى منتصف العام الجاري، بلغ 123 ألفا و 901 مبتعث موزعين على 34 بلدا ينهلون من ثقافات علمائها ويكتسبون من علومهم ومعارفهم وفنونهم، مع احتساب أعداد المرافقين للمبتعثات «محارم» من الدارسين في مرحلة اللغة، فيما بلغ عدد المبتعثين من دون مرافقي المبتعثات من طلاب اللغة 110 آلاف و 497 مبتعثا. ووفقا للتقرير، شهد شهر جمادى الأولى قفزة هائلة بمعدل نمو المبتعثين بنسبة 9.5 % وذلك للفترة من رجب 1431 وحتى جمادى الآخرة 1432، تلاه شهر شعبان 1431 بنسبة 5.3 %، فيما لم يشهد شهر محرم 1432 أي زيادة تذكر في أعداد المبتعثين للدراسة في الخارج، تلاه شهر صفر 1432 بنسبة 0.3 %. وعن أعداد الدارسين حسب فئة المبتعث، أشار التقرير إلى تصدر طلاب مرحلة البكالوريوس ب50 ألفا و 206 مبتعثين، أي بنسبة 16.1 % من إجمالي المبتعثين الدارسين بنفس المرحلة التعليمية، ويبلغ عدد الذكور فيهم 42 ألفا و 125، والإناث 8081. وبلغ عدد الدارسين بمرحلة الماجستير 22 ألفا و 305 مبتعثين، عدد الذكور منهم 14 ألفا و 369 مبتعثا، وأما الإناث فلم يتجاوز عددهن 7936 مبتعثة أي بنسبة 35.6 % .