وصف مرجع شيعي بحريني بارز الحوار الوطني المزمع انطلاقه مطلع الشهر المقبل بأنه فاشل قبل أن يبدأ، وبأنه لا يُبشر بنتائج إيجابية. وقال آية الله عيسى قاسم إن دعوة الحوار في البحرين تأتي في وقت تستمر فيه عمليات القتل والسجن والفصل من الأعمال، وفي ظل إعلام معادٍ، على حد وصفه. وأضاف قاسم -خلال خطبة الجمعة بمنطقة الدراز غرب العاصمة المنامة- أن "ليس هناك طرف أكثر تضرراً منا، فكيف يسمح لنا عقلنا وديننا لو رأينا في الحوار جدية وحلاً فعليا أن نتأخر". ويأتي هذا النقد في وقت أعلن فيه مسؤولون بحرينيون تمديد فترة استلام مرئيات الحوار الوطني. وأوضح المرجع الشيعي أن الشارع البحريني ورموزه "بح صوتهم وهم ينادون بالحوار، ويطالبون بأن يكون حواراً جاداً ومؤدياً إلى الحل، وملبياً لما تقتضيه الضرورة من المطالب ويحتاجه الإصلاح". ورأى عيسى قاسم بحسب ما أورده موقع الجزيرة نت أن الدعوة للحوار انطوت على تهميشٍ لأول طرف معني به، في إشارة إلى جمعية الوفاق المعارضة التي يعتبر قاسم "الأب الروحي" لها. تهميش وإحباط واعتبر الشيخ في خطبته أن العلاقة بين دعوة الحوار والواقع على الأرض كالعلاقة بين مشرق ومغرب لا يلتقيان، مشيرا إلى أن هذه الدعوة لا تبشر بنتائج إيجابية ملموسة وهي محبطة للجماهير. وشدد على أنه مع أي إصلاح جدي يحفظه دستور عادل يوافق عليه الشعب، وينهي حالة التهميش التي يعاني منها، ويُعتَرَف له بأنه مصدر السلطات. كما دعا قاسم إلى إنهاء آثار الحل الأمني، وإنصاف المتضررين، إضافة إلى إيقاف ما وصفها بالانتهاكات والتعديات على حقوق الإنسان. ووصف المرجع الشيعي عيسى قاسم الأحكام التي صدرت يوم الأربعاء الماضي من محكمة عسكرية على قيادات في المعارضة بتهمة قلب نظام الحكم بالقاسية، واعتبرها إساءة إلى الحرية والوطن، وطالب بالتخلي عنها وإبطالها قضائياً. يشار إلى أن الدعوة وُجهت لنحو 300 شخصية من مختلف مؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى علماء دين ومقيمين أجانب في البحرين للمشاركة في الحوار الوطني، الذي دعا له الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعد حركة الاحتجاجات التي شهدتها البحرين خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين. ومن مجمل تلك الدعوات بعث رئيس الحوار الوطني خليفة الظهراني –الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس النواب- بخمس منها إلى جمعية الوفاق المعارضة.