أنهى اكثر من سبعين عالما دينيا وشيخا وداعية سعودي تجمعا حاشدا في العاصمة السعودية يوم الخميس الماضي تدارسوا فيه سبل نصرة الثورة السورية بالاضافة الى ملفات اخرى منها الوضع الامني في المملكة العربية السعودية، مما شكل تطورا جديدا نحو تشكيل تجمع اسلامي سياسي. وقد ناقش المجتمعون ايضا مشاكل المعتقلين السياسيين ومشروع الاصلاح العام. ويعتبر هذا الاجتماع امرا فريدا من نوعه حيث لا تسمح السلطات السعودية بالتجمعات السياسية، لكن مصادر في الرياض تشير الى ان الاجتماع تم تحت ستار دعوة خاصة من الشيخ يوسف الأحمد والذي يتمتع بشعبية كبيرة داخل الاوساط الاسلامية. وتوضح المصادر ان المجتمعين اتفقوا على خطوات ضاغطة على الحكومة السعودية من اجل الوقوف ضد قمع الحكومة السورية للثوار السوريين وتطالب ايضا محليا بإطلاق سراح معتقلين اسلاميين على رأسهم الشيخ سليمان الدويش وهو ناشط ديني في ساحات الاعلام الحديث نادى بإيقاف المشاريع الاصلاحية التي يتبناها الديوان الملكي واتهم رئيس الديوان بقيادتها. وتثير قضية اعتقال الدويش الكثير من اللغط داخل الساحة السياسية السعودية منبأة عن صراع كبير بين تيارات مختلفة يشار الى ان احدها تحت قيادة الشيخ يوسف الأحمد، كما توضح المصادر الى انه لأول مرة يقرر اسلاميون الدخول علنا في حملات موجهة ضد نظام عربي دون الإلتفات لموقف الحكومة السعودية الرسمي تجاه الاوضاع في سوريا. والتي تؤكد عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى. ورأى المجتمعون ان هناك مظاهر نصر للثورة السورية منها توبة الكثيرين والإقبال على الطاعة والمحافظة على الصلاة ومتابعة القنوات الإسلامية بدلا عن قنوات متحررة. وكان رئيس مجلس القضاء الاعلى سابقا الشيخ صالح اللحيدان قد وجه رسالة مسجلة للشعب السوري نصحهم فيها عدم تصديق وعود بشار الاسد بالاصلاح والعمل على تغيير النظام. ويملك اللحيدان شعبية كبيرة في الاوساط الاسلامية السلفية. ويتوقع ان تحرج هذه التجمعات الاسلامية الحكومة السعودية وعلاقتها مع النظام السوري إذ اتهمت اجهزة إعلامية سورية قنوات سلفية سعودية بشن حملة شرسة ضد نظام بشار الاسد.