قال الأمين العام ل «هيئة علماء المسلمين في العراق» الشيخ حارث الضاري، إن «تخلي (رئيس الوزراء) نوري المالكي عن الحكم من أساسيات الإصلاح»، وتوقع ثورة شعبية «تطيح الحكومة»، ودعا الرئيس بشار الأسد إلى «الاستفادة من كل المبادرات العربية والدولية، لأن فيها مخرجاً جيداً له، ومخرجاً لسورية». وأوضح الضاري، في حديث إلى «الحياة» على هامش مشاركته في ندوة «الاسلاميون ونظام الحكم الديموقراطي»، أن «العراق يتجه الآن نحو نهايته كدولة»، لافتاً إلى «ما حصل من تدمير في كل النواحي العمرانية والاقتصادية والسياسية والأمنية، وما جرى للإنسان العراقي من أذى، وما لحق به من حيف، فقد قُتل الملايين من أبنائه واغتيل كثيرون واعتُقلوا وهُجروا ويُتموا». وأضاف: «أعتقد أن العراق يتجه اليوم إلى الهاوية، والمسؤول عن ذلك الاحتلال الأميركي أولاً، ثم التدخل الإيراني الإجرامي في العراق، ثم الحكومات التي نصبها الاحتلال، ومن أكثرها سوءاً وإجراماً الحكومة الحالية التي يرأسها نوري المالكي». وسئل هل هناك احتمال للمصالحة مع حكومة المالكي فأجاب: «لا وجود لأي مصالحة حقيقية، هناك مصالحة غير جدية يدعو إليها المالكي وحكومته، وهي إعلامية، ليس فيها أي عمل من شأنه التأسيس لمصالحة حقيقية يمكن أن تصلح أوضاع العراق وتعيد إليه شيئاً من واقعه وكيانه ومن احترام الناس له ولشعبه، أو شيئاً من الأمل في الحياة الحرة الكريمة». وتابع أن «من أساسيات الإصلاح أن يتخلى المالكي نفسه عن الحكم، وأن تجرى انتخابات حرة، وأن تشرف عليها جهات دولية وإقليمية مقبولة من الشعب العراقي، لتأتي بحكومة منتخبة ربما تعيد الأمور إلى نصابها وتُصلح ما أفسده الآخرون، ثم إطلاق سراح المعتقلين، الذين يُعَدّون بمئات الآلاف، واستعادة حرية العراق وسيادته وقراره السياسي، بخروج قوات الاحتلال الأميركي، لأن الاحتلال مازال موجوداً على رغم إعلانه الخروج، ومازال ممسكاً بالعراق أمنياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً. وكذلك الاحتلال الإيراني، وأي إصلاح من دون تحقيق هذه الأمور لا يمكن أن يكون إصلاحاً حقيقياً ومقبولاً لدى القوى الشعبية العراقية الوطنية التي تريد تحرير بلدها واستعادة قرارها السياسي وإرداتها الحرة». وهل تفكر القوى السياسية المعارضة للمالكي في خطوات محددة لإطاحته، أجاب: «نعم، هناك رغبة شعبية متصاعدة لتغيير النظام، من خلال ثورة شعبية سلمية على غرار الثورات الشعبية السلمية التي حصلت في الدول العربية، وربما تكون قريبة أو بعيدة، لكنها آتية بتقديراتنا وتقديرات المراقبين للشأن العراقي، لأن الشعب العراقي وصل اليوم إلى نهاية صبره من ناحية، وإلى نهاية اليأس من الإصلاح الحقيقي المطلوب». وعن سورية قال: «الحكومة العراقية مناصرة للوضع القائم في سورية وللنظام السوري بالذات، والتعاون بينهما واسع وعلى كل المستويات، المادية وغيرها، وأكثر من ذلك العراق أصبح ممراً للمساعدات الإيرانية للنظام السوري بكل أنواعها، المادية والعسكرية وغيرها». وسألته «الحياة» عن إعلان الحكومة العراقية تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى دمشق، فقال: «هذا كلام إعلامي، وليس لدينا ما يؤكده، والأدلة كثيرة على أن الحكومة العراقية تساند النظام الآن في أعماله ضد أبناء الشعب السوري، وهي تأتينا من الداخل العراقي ومن الداخل السوري». وأضاف أن «العراقيين الوطنيين مع الشعب السوري، لأنهم مظلومون، ولذلك هم يشعرون بكل مظلوم، ولا سيما الشعب السوري الذي يعاني اليوم الكثير على يد النظام». ودعا «الرئيس السوري إلى الاستفادة من كل المبادرات العربية والدولية، لأن فيها مخرجاً جيداً له، ومخرجاً لسورية مما هي فيه من حرب أهلكت الكثير من أبنائها، وأدت إلى الضرر بسورية سياسياً واقتصادياً، وفتحت الأبواب للأطراف الخارجية للتدخل فيها، وحماية لأمن سورية ووحدتها واستقرارها وأمن أبنائها».