أكّد الداعية السعودي د. عائض القرني، أنّه لا يوجد أي دليل يمنع قيادة المرأة للسيارة، وأوضح أنّ الشأن في مثل هذه القضايا أن تسند إلى هيئة علمية شرعية لدراستها، لوقف اللغط والجدل المثار حولها. وأضاف في حديث ل"قناة العربية"، اليوم الاثنين: "في قضية تعليم المرأة في عهد الملك فيصل - رحمه الله - حدث الكثير من اللغط، وكذلك حدث عند بدء البث التلفزيوني". وطالب الشيخ عائض بعدم تعميم الاتهامات تجاه الأطراف المؤيدة أو المعارضة لمسألة قيادة المرأة للسيارة، وقال: "أحيانًا بعض الكتاب عندما يكتبون عن قيادة المرأة يلمحون إلى أنّنا سنصبح في عداد الدول المتطورة مثل الدول الثمانية الكبرى، وكأن تلك القضية هي العقبة الوحيدة أمام تطورنا، وفي المقابل نجد من يواجه المسألة بالتشنج والتحريم الغليظ والتزمّت الشديد الذي لا يستند إلى الدليل". وطالب الشيخ عائض، بوضع هذا الأمر "في حجمه الطبيعي من خلال تشكيل لجنة من هيئة كبار العلماء، ومجلس الشورى ووزارة العمل، وغيرها من الجهات المختصة؛ للخروج برأي واضح، لاسيما أنّنا لدينا تقاليد واضحة بحكم أنّنا البلد الذي تُوجد فيه قبلة المسلمين، ويحكم بشريعة الدين الحنيف". وتابع: "دائمًا ما نكرر اجترار الأحاديث والكلام والتهم حول هذه القضية، وكأنها أصبحت مسألة إيمان وكفر، والمفروض أن لا تشغلنا مثل هذه القضايا الجزئية عن القضايا المصيرية؛ مثل تعميق المواطنة والوحدة بين أبناء المجتمع والعدل بين الناس والتعليم والتنمية ومواكبة العصر". ودعا إلى إنشاء تلك الهيئة لدراسة مسألة القيادة لدى النساء من النواحي الشرعية والاجتماعية والاقتصادية؛ لأنّه كما ذكر الشيخ عبدالمحسن العبيكان أنّه ليس هناك تحريم لمجرد عملية القيادة، ولكن هناك مخاطر، ومن تحدث عن المنع كان يقصد ما قد يحف بالمرأة من مخاطر ومصاعب بسبب ذلك، فقصدي من ذلك أنّه لا يجوز أن ننعت من يحرم بأنّه متطرف ومتشدد أو نقول إن من يبيح ذلك قد خرج عن ملة الإسلام". داعيًا إلى عدم الخوض في مثل هذه المسائل من قبل الكتاب والدعاة. وقال: "يجب أن تدرس المسألة بطريقة واعية ومتأنية؛ لأنّنا نصادف أيضًا أضرارًا بسبب عدم قيادة المرأة لسيارتها، كاضطرارها إلى الخلوة مع السائق خلال ذهابها إلى السوق أو العمل، بالإضافة إلى اضطرارنا لجلب عمالة وافدة بعضها يحمل مبادئ تخالف الدين والأعراف، بما يضر بمجتمعنا كثيرًا، وأرجو من الكتاب والدعاة التريث وعدم استعداء السلطة والجمهور، والنظر للمسألة بعين المصالح والمفاسد، وألا نُعط للمسألة أكبر من حجمها". وكان فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك قد دعا النسوة اللاتي عزمن على الخروج بسياراتهن، بالتوبة إلى الله عز وجل ومقاطعة هذا التجمع، وإلا فإنهن سيحملن أوزارهن وأوزار من تبعهن في ذلك، داعيًا ولاة الأمر إلى مقاومة هذا التجمع واتخاذ الوسائل لصده، كما فعلوا في تجمع سابق. وقال الشيخ البراك ردًا على عزم مجموعة من النساء الخروج بسياراتهن إلى الشوارع، احتجاجًا على أوامر المنع : "لا شك أنّ ما عزمن عليه منكر, وهنَّ بذلك يُصبحن مفتاح شر على هذه البلاد, ويكون عليهن مثل أوزار من تبعهن في ذلك, ومثل هذه النسوة من نوع المستغربات، الداعيات لتغريب هذه البلاد". وأضاف فضيلته، بأنّ العلماء أفتوا بتحريم قيادة المرأة للسيارة؛ ليس لأن ركوب المرأة للسيارة وتشغليها حرام, ولكن قيادة المرأة بمعنى منحهن الرخص، وإطلاق العنان للفتيات يقدن السيارات مع الرجال والشباب جنبًا إلى جنب، فهو باب واسع من الشر. وطالب فضيلته النساء العازمات على الحملة بالتوبة إلى الله ومقاطعة هذا التجمع. وقال: "يجب على ولاة الأمور أن يتخذوا الوسائل لصده كما فعلوا في التجمعات السابقة".