واصلت لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية (إيباك) مؤتمرها السنوى لليوم الثانى. وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كلمة قال فيها إن الثورات والاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط لم تحدث بسبب إسرائيل، «وإنما بسبب مطالبة الشعوب بحقها فى الحرية والديمقراطية». وقال نتنياهو: «الشاب التونسى بوعزيزى لم يقم بحرق نفسه بسبب إسرائيل، إنما بسبب عقود من القمع والإهانة، والثورة المصرية قامت لرغبة الشعب فى فرصة وحياة أفضل لهم ولأبنائهم، لذا توقفوا عن لوم إسرائيل على مشاكل المنطقة». وأضاف نتنياهو مساء الاثنين، أن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيكون تحقيقاً لحلم كبير، لكنه لن يكون حلا لكل مشاكل العرب، «فلن يمنح السيدات الحق فى قيادة السيارات ولن يمنع تفجير الكنائس، والحل الوحيد لمشاكل المنطقة هو تحقيق ديمقراطية حقيقية تضمن حرية الرأى والتعبير وحرية الصحافة وحرية الأقليات والمرأة وكل شخص». وفى حين أعلن مشاركون فى المؤتمر السنوى استعداد إسرائيل للدخول فى مفاوضات مع الطرف الفلسطينى، شرط عدم مشاركة «حماس»، قال المدير التنفيذى لمنظمة «إيباك»، ريتشارد فيشمان، إنه لابد من استئناف مفاوضات مباشرة بين طرفين ملتزمين بالعيش فى أمان بجوار بعضهما. وتطرق أيضا إلى الاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة لإسرائيل، مؤكدا أنها «قامت تطالب بالحرية والديمقراطية ضد قمع الحكام.. وهذا شىء طالما حلمت به إسرائيل. إلا تكون هى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة». وأضاف فيشمان أن «الحكام الديكتاتوريين استمروا لعقود فى إيهام شعوبهم بوجود أعداء خارجيين وفى زرع كراهية إسرائيل فى قلوب عدة أجيال من الشباب، والديمقراطية ليست فقط حق التصويت فى الانتخابات، وإنما مسؤولية مدنية لا يمكن أن تنمو مع العداء العرقى لأى عرق آخر». وطالب فيشمان صانعى السياسات الأمريكية بالضغط على مصر لتعلن التزامها باتفاقية السلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه ليس من المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة نشوب حرب فى المنطقة. وقال فيشمان: «البقاء على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل يجب أن يكون أولوية لدى الإدارة الأمريكية، فإذا تراجعت مصر عن الاتفاقية، فإن إسرائيل ستواجه تهديداً مصرياً محتملاً». وأشار إلى أن الإخوان المسلمين فى مصر لا يعترفون بإسرائيل ويريدون إعادة النظر فى الاتفاقية، وقال فيشمان «اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية هى حجر الزاوية للاستقرار فى المنطقة، والتزام مصر الحقيقى بهذه الاتفاقية يعنى استمرار فرض الحصار على غزة، وعدم وجود أى روابط مع إيران، والحفاظ على كرامة قناة السويس وعدم السماح بمرور سفن إيرانية بها». من جانبه، أشار جون بينر، رئيس مجلس النواب، إلى مخاطر إيران ومطامعها النووية وتمويلها لمنظمات إرهابية مثل «حزب الله» و«حماس». وأكد أن الولاياتالمتحدة ستساند من يصارع من أجل الحرية فى أى مكان. وأشار إلى أن ما تشهده مصر من اضطرابات فى فترة انتقالية ما بعد مبارك يشكل خطرا، وأن على المجتمع الدولى تأمين حدوث التغيير السياسى فى مصر وضمان التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل. كان المؤتمر السنوى للجنة «إيباك» قد عقد جلسة خاصة عن التغييرات فى مصر وتأثير الثورة المصرية على مستقبلها السياسى. وتباينت الآراء بين التفاؤل بمستقبل مصر وقيادة الشباب المصرى للتغيير نحو الديمقراطية ووجود التيارات الليبرالية المشاركة فى صنع التغيير، والتشاؤم من سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة على الشارع المصرى والقلق من سيطرتها على الحكم فى الفترة القادمة. وقال السفير الأمريكى الأسبق لإسرائيل مارتن إنديك، إنه متفائل لأن الثورة ستدفع إلى تحقيق تغيير يقود إلى الديمقراطية فى مصر. وأوضح أن المنظمات السياسية الأكثر تنظيما ستكون هى الأقدر على الفوز بالانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين يطمعون فى الحصول على أكثر من 50% من مقاعد البرلمان المصرى . فى المقابل، كان التشاؤم هو أساس رؤية بقية المشاركين، الذين اعتبروا نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية مؤشرا على سيطرة التيارات الإسلامية المتشددة على الشارع الانتخابى، مقابل تباين التيارات الليبرالية فى مواقفها وسياساتها واتجاهاتها فى مجال السياسة الخارجية وأيضا فى طرق التوجه للرأى العام والناخب المصرى. وأبدى الحاضرون تحفظا من التقارب المصرى - الإيرانى وسماح السلطات المصرية للسفن الإيرانية بالمرور من قناة السويس.