أكد كاتب سعودي وجود نخبة لا بأس بها من الكتاب في السعودية لهم ثقلهم وينافسون الكتاب العرب. وإن ما يفسد الكاتب هو السياسة أو تسييسه لعموده، مشيراً إلى أن نقد الوضع السياسي كان أسهل وأكثر حرية قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ورأى أنه بعد هذه الأحداث الشيء الذي يتغاضى عنك الجميع فيه هو نقد الشأن الديني. كما وصف معايير الصرامة في العمل الصحفي والكتابة بالشاملة وشبه الكاتب الصحفي داوود الشريان كتابة المقال الجيد في العمود الصحفي بالعملية الجنسية حين تصل إلى ذروتها, ووصف مدير المحاورة محمد الهويمل تشبيه الشريان الذي كان اختتاماً لمحاضرته بأنه "خربها" في الوقت الذي كان نائب رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي يحاول بإشارة تنبيه الشريان بوجود سيدات في الخيمة الخارجية يستمعن لمحاضرة عن "العمود الصحفي" ألقاها الشريان مساء أول من أمس. ولم تخل المحاضرة التي تابعها حضور لم يشهده النادي من قبل, من المصارحة والمكاشفة حول حال الصحافة السعودية, لحد السخرية – التي تميز أطروحات الشريان - أحياناً. وبدأ الشريان المحاضرة بقوله إن العمود الصحفي مرتبط بشخصية الكاتب وأسلوبه وأضاف "فإن كان متطرفاً أصبح عموده سادياً وإن كان هادئاً أصبح العمود يمتاز بالهدوء أيضاً كما أن خلفية الكاتب لها دور كبير في صياغة العمود وأفضل الكتّاب من خلال تجربتي الشخصية هم الكتاب الذين يملكون خلفية قانونية كما أن مسألة التأثير والإعجاب لها دور كبير وحقيقة أنني كنت ميالاً إلى الكتابة الساخرة وكنت متأثراً "بجلال كشك" وطائفة من الكتّاب المصريين الذين يستطردون كثيراً ثم تحررت منتقلاً إلى التأثر بالكتّاب اللبنانيين الأكثر صراحة في الصحافة العربية". وأكد الشريان أن العمود الصحفي يجب أن يكون لصيقاً بالواقع ومعايشاً له وليس إنشائياً، مشيرا إلى أن الكاتب لا يمكن أن يبدع إذا كان بلا قضية وموقف من الأشياء, كما أن من الأساسيات المهمة في العمود الصحفي الرأي الواضح والخبر الذي يعتبر الشرارة الأولى المنجزة للعمود كما أن الشمولية من المميزات التي يجب أن تتوفر أيضاً. ذاهبا إلى أن هذا ما تفتقر إليه الصحف السعودية، واصفا لغة العمود بأنها مباشرة وليست لغة للخاصة فالكاتب يجب أن يكون كخطيب الجمعة يفهمه كل الناس باختلاف شرائحهم. وأكد أن مسألة الطقوس الخاصة بالكتابة هي محاولة صنع نوع من الخصوصية من قبل البعض. وقال إنه لا يوجد نوع خاص من الطقوس فالكاتب يستطيع الكتابة وهو في المطعم أو المنزل أو المكتب وغيرها من الأوضاع. واختتم الشريان كلامه قبل أن يفتتح باب المداخلات بتشبيهه للعمود الصحفي والكتابة فيه مثل العملية الجنسية وقال "مثلما يقولون لا حياء في الدين,وأعرف أنكم ستعذرونني لكن بصراحة لم أجد تشبيهاً للكتابة في العامود الصحفي مثالاً إلا تشبيهها بالعملية الجنسية, فحين تصل إلى ذروتها يكون كل شيء على ما يرام وإلا فلن تكون لها لذة وهذه هي الكتابة في العمود الصحفي يجب أن تصل إلى ذروتها". وبعدها تحدث مدير الندوة محمد الهويمل وشكر الشريان وقال مازحاً عن ختام الأخير "بدأ جميلاً و "خربها" في آخر المحاضرة". وفي المداخلات تحدث نائب رئيس تحرير صحيفة الجزيرة إدريس الدريس عن الصرامة في معايير الكتابة الصحفية وتساءل هل هي شاملة للعمل الصحفي؟ فأجاب الشريان بأنها شاملة للعمل الصحفي وللكتابة ولكن قلما يلتزم بها أحد، وأشار إلى أنه أحد القلة الذين يلتزمون بالمعايير الصارمة أثناء الكتابة وأضاف "للأسف الكتابة لدينا أصبحت سيئة للغاية والزوايا أصبحت شرهات كل رئيس تحرير يعطي شرهة لمسؤول أو وكيل وزارة أو ما شابه ذلك يستكتبه بها وهذا خطأ". وتحدث الكاتب بصحيفة الرياض عبدالله بن بخيت عن طقوس الكاتبة وقال إنه لا يمكن أن يكون هناك من يكتب بلا طقوس. وقال الدكتور سلطان القحطاني إنه سيقاطع كتاب الأعمدة السعوديين والعرب لأنه لم يعد يجد ما يشبع رغبته كقارئ في المادة ، وعارضه الشريان بقوله إن هناك نخبة لا بأس بهم في السعودية لهم ثقلهم وينافسون الكتاب العرب.