تحدث الكاتب داود الشريان في محاضرة حول "كتابة العمود الصحفي" أقامها نادي الرياض الأدبي مساء أمس الأول حول فنيات كتابة العمود الصحفي، من خلال تجربته الكتابية الطويلة ككاتب يومي، ومن خلال دراسته الأكاديمية كمتخصص في الإعلام. وأكد الشريان على عدة قضايا تخص العمود الصحفي في الصحافة السعودية، وأن العمود الصحفي ليس ملكية خاصة، وأن الصحافة السعودية تمارس تعدياً على العمود الصحفي "يستدعي تدخل الأمم المتحدة!"، وطالب رؤساء تحرير الصحف بوضع الأعمدة الصحفية الحالية في الميزان، وأن أغلب الأعمدة الموجودة حالياً تأتي بما لا يهم القارئ، بالحديث عن القضايا الشخصية، حيث أكد الشريان على أن موضوع العمود الصحفي يرتبط بالخبر، وبالقضايا التي تتحول إلى أحداث. وتحدث الشريان كون الكتابة صنعة وليست إلهاماً، وبأنه يكتب مقالة بعد قراءة الصحف والأخبار، وتحدث عن"خرافة" طقوس الكتابة، وأنه ككاتب يكتب في أي وقت وأي مكان، وخالفه الرأي في هذه النقطة الكاتب عبدالله بن بخيت، حيث أكد بأنه يكتب مقالة بين الثامنة والتاسعة صباحاً، قبل قراءة الصحف حتى لا يتأثر مقاله بالمكتوب فيها، وأنه يتأمل "شجرة أو طيراً" من خلال النافذة ويقلب أفكاره ليجد ما يستحق الكتابة. وفي سؤال حول عدم وضوح الرؤية السياسية عند الكاتب السعودي مما يجعله يقع بالتناقض، وبمثال على بعض مقالات الشريان أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، أجاب بأن حالة الحرب تفرض منطقاً مختلفاً، وأن هذا تناقض يقع فيه، وأنه فجع إنسانياً بالرسالة التي جاءته من غزة وتتحدث عن عدم قدرتهم على دفن الجثث، فكتب "أشهد بأننا لا نستحي" وحين شاهد الأطفال يقتلون كتب "رسالة إلى عمرو بن كلثوم" ثم عندما ذهب السكرة وجاءت الفكرة، كتب " للتاريخ والأمانة". وعلق بأنه لا ينبغي للكاتب أن يكون مسيساً، وإنما يفهم في السياسة. ثم تحدث عن الصحافة اللبنانية وبأنها فسدت بسبب تسيس الصحفيين.