المدينة - السعودية الإدارة والفضيلة حاول عالم الإدارة الشهير إلبرت يانس في العديد من مؤلفاته أن يؤكد على أهمية الربط بين مفهوم القيادة في أي مؤسسة من المؤسسات وبين مفهوم الفضيلة مؤكداً أن الإداري (القائد) ينظر للعاملين معه على أنهم أهداف في حد ذاتهم وليسوا وسائل لتحقيق أهداف وأن الغاية لا تبرر الوسيلة، هذه القيم الجميلة في نمط الإدارة متوفرة في قيمنا الإسلامية إن لم تكن في بقية الديانات السماوية، لعل في مقدمة هذه القيم (الصدق) بأن يكون الإداري القائد صادقاً مع نفسه ومع الآخرين وأن لا يكون هناك تعارض بين مايقوله وما يؤديه من عمل. من منظور آخر فإن الأنظار تتجه دوماً إلى القائد وتنتظر منه أن يكون لديه رؤية واضحة عما يجب أن تكون عليه المؤسسة التي يديرها فضلاً عن تلمس الرغبة الصادقة والإرادة القوية للنهوض بمؤسسته من واقع ميئوس إلى حلم ملموس. هذا الإقلاع أو النهوض لا يتم من خلاله وإنما من خلال سلوك يؤديه يلهم العاملين ويحفزهم ليقودوا عملهم برضا كامل وربما بجهد مضاعف أكثر مماهو مطلوب منهم، ومن الطبيعي أن لا يتحقق هذا الأداء من شخص متسلط أو متعصب أو مستأسد على الآخرين. إن فاقد الشي لا يعطيه فلا يمكن للقائد أن يتحدث أو يدعو للنزاهة وهو منغمس في إغراءات السلطة والنفوذ والمال، ولا يمكن للإداري (القائد) أن يدعو للالتزام في الوقت وفي الأداء وهو ينتهك واجباته ومسئولياته ويدير الأمور ويطبق التعليمات كيفما اتفق. لعل من أهم سمات الإدارة (القيادة) هو أن يشارك العاملين معه أفراحهم وأتراحهم وأن يتمتع بروح إيجابية نحو الآخرين قوامها الرأفة والرحمة وتجنب اصطياد العثرات أو الأخطاء فكلنا خطاؤون وكلنا بشر. الإداري الناجح (القائد) يفترض أن يكون القدوة التي يمكن للآخرين أن يحتذوا بها وهذا ما أهّله للوصول إلى هرم المؤسسة أو الشركة، أنه يحمل معه رسالة إنسانية وسلوكيات ذات بعد أخلاقي ودستورنا مليء بهذه القيم والفضائل ولعل من بينها أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك ,وهذه إحدى أهم الفضائل في الإدارة وتتصدر المحفزات الأخرى قاطبة. [email protected]