تحمل المسؤولية هو المؤشر القوي لجوهر شخصية القيادي وعلى الرغم من تفاوت الناس في درجة تحملهم المسؤولية الا ان هناك من يؤكد العلاقة الطردية بين الانانية وتحمل المسؤولية، فكلما ازدادت درجة الانانية وحب الذات تباعدت رغبة الشخص في تحمل المسؤولية وحرصه على التنصل منها وربما كان العكس صحيحاً، واذا كان النجاح قرين التنظيم فان التخلف الاداري قرين الفشل فلا غرو عندما تبذل الجهود الحثيثة في اختيار القيادي الماهر الذي يستطيع ان يبحر بسلام بين امواج البحر وان يشعر من معه بالطمأنينة وان يحرص على تحفيزهم ويشعرهم بالامان حتى يكون عطاؤهم مجزياً وانتاجيتهم عالية، كما ان عليه ان يمنحهم الثقة في انفسهم، ففي العالم الثالث تحديداً وربما في كل العوالم فان الثقة مصدر من مصادر الالهام وزادٌ يتسلح به كل العاملين وان اختلفت درجاتهم، ودون الخوض في التفاصيل فان خير مثال حديث يمكن الاستشهاد به هو حال ادارة امانة محافظة جدة التي نزع البعض الثقة منها وجعلها في حيرة من امرها ونجم عن هذا تعطيل لمصالح الناس وضعف في الانتاجية ومخاوف عديدة تسربت في نفوس العاملين، ولعل ما يطمئن ان قيادة هذا الجهاز مدركة تماماً ما اصاب جهازها ولديهم رؤية جديدة للخروج من هذا المأزق ستنعكس ايجاباً على الجهاز، اثناء الاعداد لهذا المقال تسلمت كتاب (سن زرافة) واستوقفني شيء له علاقة مباشرة بجوهر الشخصية في تحمل المسؤولية تجلى هذا الامر بوضوح في التساؤل الذي طرحه معالي الاديب السيد اياد امين مدني في كتابه (سن زرافة)، لقد كان يبحث عن الصفة التي تميز انسان المملكة عن غيره من العرب والمسلمين بين بحوث مؤتمر الادباء الاول ضمن مقاله “سؤال الهوية” فلم يعثر عليها بيد ان قائمة المواضيع التي اقترحها منظموا المؤتمر تدعو الى تناول هذه القضية ولو من زاوية، وبعد ان استعرض بعضاً من هذه الدراسات تساءل في الأخير، لماذا يرفض كل هؤلاء كل شيء وفي ماذا يشكون؟ ولماذا؟ وهم يهربون ايضاً من “البداوة المتحضرة”، مشيراً في هذا الى ما ذكره الاديب محمود عارف ضمن دراسته حول “ادب المملكة بين الآداب العربية”، ويمضي المؤلف في تساؤله: وكيف يكون ادبنا وانساننا في خير اذا كان يهرب من الحياة كمسؤولية ويرفض كل المفاهيم؟ هذه الماحة فقط استشهدت بها في سياق الموضوع عن تحمل المسؤولية. وللحديث بقية. فاكس: 6980564-02 [email protected]