هل تعاني من تسلط زميل عليك في العمل بالسخرية الدائمة والتقليل من قدرك؟ * هل يؤذيك أحدهم بتعييرك ورمي الكلام الجارح بالتعليقات البذيئة؟ * هل تعانين من تجبر زوج يفرض رأيه عليك ولا يلقي بالا لمشاعرك؟ * هل تعانين من زميلة في الجامعة تزعجك نظرات الانتقاص وتؤذيك إيحاءاتها؟ * هل يوجد في محيطك من يتدخل في شؤونك بشكل دائم ويعتدي على حدودك؟ تلك الحالات ومثيلاتها يمر بها الكثير إن تلك الحالات وهي التي يصنفها علماء النفس ضمن حالات ما يسمى ب(الاستئساد) وهي تأخذ شكل السب والسخرية والإيحاء بالدونية وتوجيه الاساءات اللفظية،والاستئساد يشمل الصغار والكبار؛ إلا أن الفرق بينهما أن مشاعر الكبار أشد حرقة وأكثر وجعا مما قد يصل إلى شعور مسيطر بالضآلة وعدم الكفاءة! وأغلب حالات الاستئساد تأخذ شكل السب والشتم وتصيد الاخطاء والتقليل من القدر وتكثيف الاساءات اللفظية، وربما وصلت أعلى حالات الاستئساد إلى الاعتداء البدني أو التحرش الجنسي! وهو أكثر ما يكون في مرحلة الطفولة، وقد تصادف في كبرك من يستأسد عليك، والمُستأسد عليه تضيق عليه الدنيا وتثقل عليه اللحظات عند مقابلة هذا المستأسد اللئيم، كما أن الأشخاص الذين يمارس عليهم الاستئساد يصابون بحالة أشبه ما تكون باليأس المكتسب فتجدهم يقفون مكتوفي الأيادي مسلوبي الإرادة لايتحركون ولا يدافعون اعتقادا منهم أن الامرلن يتغير وأحيانا ربما اعتقدوا أن لهذا المستأسد مبررا لأن يفعل ما فعل! وربما كان لديهم من الخبرات القديمة السلبية ما أضعف تقديرهم لذواتهم فأحدث شللا كاملا في قواهم!، والإشكالية أن الشخص الذي يُمارس عليه الاستئساد ربما اعتبر نفسه مخطئا بل ويستحق هذا التسلط عليه! وفي الغالب فإن من يمارس الاستئساد يملك قوة إضافية كبسطة في جسم أو قوة حجة أو غنى أسرة! وهولاء المستأسدون تدفعهم الرغبة في السيطرة والإيذاء واستعراض القوة وحب الظهور! * ماذا يفعل السكوت عن المستأسد؟ إن سكوتك عن هذا الظالم المتسلط يعطيه رسالة بأن يستمر وأنك راض عن تلك المعاملة ولسان حالك يقول:إنني أستحق كل ما يأتيني منك وأكثر! والتهاون مع المستأسد يعني أنك تبعث برسالة مفادها :لا بأس من معاملتي بتلك الطريقة،فأنا لا أستحق أفضل من هذا! والمستأسد لايستطيع أن يعيش حياة ملؤها احترام وتقدير! هكذا هي نفسيته السقيمة! كما أن السكوت عن الإساءات الصغيرة ربما جعلها تتراكم بداخل من مورس عليه الاستئساد حتى يصل لمرحلة الانفجار فتخرج على صورة نوبة غضب أو شعور مؤلم بالمرارة أو الانطواء ومن ثم تعطيل الحياة ووأد المشاريع وجزما لن تساعدك هذه الحالة على الارتقاء وظيفيا او النجاح أسريا. يقول البروفيسور كاري كوبر:(بغض النظر عن الشكل الذي يأخذه الاستئساد فإنه يدمر تقدير الفرد لذاته وثقته بنفسه وصحته وقدرته على الأداء بكفاءة وفاعلية؛ لذا يجب عدم التهاون مع هذا السلوك!) وبعض البشر لئيم لايعترف بمبدأ ولا يأبه لقانون فلا تجده يشكر فضلا ولايقدر معروفا ولا يثمن كرما؛ ويحتاج لتغيير سلوكه وتحسين أخلاقه لمخلب أسد ونفثة ثعبان وحد سيف! والنقد بالمناسبة مختلف البتة عن الاستئساد ؛فالنقد هو بيان الاخطاء وتجلية نقاط الضعف ومعها الحديث عن نقاط القوة وتلمس الايجابيات والناقد الصادق شخص يريد لك الخير ويطمح لتقويم خطاك بحنان ورفق عكس المستأسد الذي يهدف لتحطيمك واغتيال قدراتك والاعتلاء على أكتافك! * كيفية التعامل مع المستأسد؟،إليك بعض التوجيهات! 1 - تذكر أنك خلقت لتحيا أجمل حياة ؛فما كُتب عليك الشقاء وما كانت التعاسة قدرك فلم يُكتب عليك أن تكتسي برداء القهر في حياتك؛ فالألم ليس مصيرك الحتمي! 2 - لاتنفعل ولا تخرج عن طورك وهدوئك وتتصرف بعدوانية فتضرك أكثر مما تنفعك. 3 - جرب أن تتحدث مع المستأسد على انفراد مبتدئا باحترامك له ومبينا له أن تصرفاته تزعجك ولا تليق به, واستخدم أسلوب الشكوى لا اللوم بمعنى تعبر له عن مشاعرك ولا تتهجم عليه لعل الكلمة الطيبة تنفع معه! 4 - استخدم حيلة التأكيد السلبي عندما يسخر المستأسد من فعل أو قول لك بان تقول له: نعم فعلت هذا وسأضع هذا في اعتباري. 5 - لا تتردد عن لجم المستأسد عندما يتدخل في شيء من خصوصياتك بقولك:هذا أمر لايخصك! 6 - احرص على التواصل البصري وإياك إن تتحدث معه وبصرك للأرض فهو ايحاء بإحساسك بالضعف وبكونه أقوى منك وحاول مخاطبة المستأسد باسمه. 7 - إن تدخل هذا المستأسد في ذوقك فرد عله بحزم: هذا شيء يعجبني وهو ذوقي! 8 - وأخيرا تذكر أن حياتك مسؤوليتك وأن أحوالك لن يتغير فيها شيء مالم تتحرك وتبذل جهدك لتغير الأحوال فاسعَ دائمًا للتخلص من الوضع السيئ، فالقبول بالشقاء سلبية وسوء تصرُّف! ومضة قلم: من المفارقة أن يكون أقربُ النا س لنا أقدرَهم على تكدير حياتنا! [email protected]