شاهدت بالأمس صور تبوك الغارقة على شاشة الإخبارية ثم عدت لقراءة «عكاظ» فوجدت خبرا حول إحدى جلسات محاكمة المتهمين بالتسبب في كارثة سيول جدة الأولى !، لذلك أناشد جميع المواطنين الذين أصابهم الملل والبلل ألا يطالبوا بمحاكمة المتسببين في مأساة غرق تبوك لأن جلسة النطق بالحكم لن تحدث قبل أن تحتفل حلا الترك بعيد ميلادها السبعين !. ** حين تسقط قطرة المطر الأولى تقلق امرأة في جدة على أولادها في المدرسة، ويحتار رجل في رابغ في كيفية تحصين بيته من المطر، ويلمع الهلع في عيون طفلة في تبوك، وحين تسقط القطرة الأخيرة يجتمع مدير البلدية مع المقاول ليتقاسما قليلا من الحرج !. ** لم يعد الحديث عن الفساد الذي جعل مدنا كبرى تغرق في شبر ماء أمرا مجديا .. لا شيء يمكن التعويل عليه للخروج من هذا المستنقع التنموي لا لجان التحقيق ولا هيئة مكافحة الفساد، راشد الماجد هو الحل: (غرق الغرقان أكثر). ** لم أفهم لماذا رد الدفاع المدني بهذه الجلافة على الشيخ عادل الكلباني حين انتقد أداء هذا الجهاز الحيوي ؟، ما معنى أن يطلب الدفاع المدني من الكلباني أن يبقى في تخصصه ؟، هو مواطن يعبر عن رأيه في (تويتر) حول قضية مطروحة أمام الجميع، إذا أردتم الحق فإن الدفاع المدني هو الذي تجاوز تخصصه وتفرغ للمناكفات في الوقت الذي كان عليه أن يركز كل جهوده في الميدان، عموما بما أن الشيخ الكلباني – جزاه الله خيرا – يجيز الغناء والاستماع إليه فإنني أهديه أغنية المسافر لراشد الماجد وخصوصا المقطع الذي يقول فيه: (يا ضياع أصواتنا في المدى والريح) !. ** حين حدثت كارثة سيول جدة الأولى كتبت في هذا العمود أنه إذا لم تتم معاقبة كل من تسببوا بالكارثة فإن أكثر من مدينة وقرية سوف تواجه خطر الغرق في لحظة غير متوقعة، واليوم لم تعد كل الجهود المبذولة لملاحقة المتسببين بمثل هذه الكوارث تحظى بثقة الناس الذين يفضلون الاستماع إلى راشد الماجد: (يا ناسينا .. يا ناسينا)!.