من الطبيعي أن يستفز المذيع أثناء إدارته لحوار تلفزيوني وهذا ما حدث مع داود الشريان أثناء تقديمه لحلقة من برنامجه "الثامنة" من الطبيعي أن يستفز المذيع أثناء إدارته لحوار تلفزيوني وهذا ما حدث مع داود الشريان أثناء تقديمه لحلقة من برنامجه "الثامنة"، وحدث ذلك عندما استضاف رئيس مجلس أمناء إحدى الكليات الأهلية المعنية بتخريج كوادر صحية، والتي صدر قرار بإغلاقها بعد أن ثبت للجان مشكلة من قبل وزارة التعليم العالي ضعف المستوى التعليمي والتأهيلي للطلاب. اللافت في الحلقة أن الدكتور الذي تحدث خلال البرنامج كان مستفزا لمقدم البرنامج وضيوفه وغاب عنه الهدوء وانفلت بطريقة عصبية أثناء الإجابة على كل الأسئلة، وحاول الشريان إدارة الحوار بطريقة هادئة حتى ظهر المقطع المثير في الحلقة، عندما سأل الشريان ضيفه قائلا: يا دكتور لماذا تأخذون 70 ألف ريال كرسوم دراسية على السعوديين بينما تكون قيمة الرسوم على غير السعوديين فقط 40 ألف فقط؟! وهنا ثار الضيف وبدأ يكرر "السعوديون كلهم حبايبي" لتتصاعد حدة الحوار بين الطرفين ويدخل كل من هما في تبادل الاتهامات، وينتهي الحوار بعبارة للشريان: "شيلوا صوته ذا الغجري"! لا أنكر أن حوار "الثامنة مع داود" برنامج يفتح ملفات مهمة ويعالج الكثير من القضايا، وعلى الرغم من أن المادة التلفزيونية التي قدمها البرنامج كانت جيدة واستضافت كافة الأطراف في القضية وأبرز الأطراف من الطلاب المتضررين، إلا أن لغة الحوار ما زالت هي المعضلة التي نواجهها في الكثير من هذه البرامج خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق المواطنين. لا أؤيد الطريقة التي تعامل بها المذيع مع ضيفه رغم أنه استطاع أن يوصل الفكرة إلى المشاهدين خاصة بعد تنصل الضيف عن الإجابة بصراحة على السؤال الأخير، وكان من الأفضل إنهاء الحوار بطريقة أفضل. للأسف فالكثير من البرامج التي تناقش مشاكل الناس، باتت تركز على المشكلة ولا تبحث عن الحلول، بل إن الأمر يتطور أحيانا لتصبح حلقات هذه البرامج مجرد مناوشات ومهاترات على الهواء، وفي النهاية "لا يوجد مستفيد حقيقي منها"!