في حلقة يوم الأربعاء 25 من شوال1433 من برنامج فتاوى الذي يذاع من القناة الأولى السعودية كان ضيف الحلقة معالي الشيخ عبدالله المنيع، وقد طرحت سائلة من إحدى قرى القنفذة جنوب المملكة أمرا بالغ الأهمية لمن أمعن فيه وتدبر، فقد سألت الشيخ أننا بهذه القرية التي لم تحددها بالضبط نصلي ونصوم ونفطر على مواقيت مكةالمكرمة؛ لأننا لا نسمع الأذان وليس في القرية إلا مسجد واحد.. وقد أفتاها الشيخ جزاه الله خيرا، بأن الوضع خاطئ ولا يجوز، لأن المسافة من القنفذة إلى مكةالمكرمة حوالي 400 كلم أو تزيد واستفاض في هذه النقطة، وهي الالتزام في الوقت. وطلب مذيع البرنامج من الشيخ التوجيه في ضرورة النظر إلى وجود متابعة أو إنشاء مساجد في هذه القرية، فأشار الشيخ إلى أن هناك جهودا لوزارة الشؤون الإسلامية دون الخوض في الأمر أو التوسع في هذا الشأن. وبالبحث وجدت أن محافظة القنفذه تابعة لإمارة مكةالمكرمة، وأنها تبعد 350 كلم عنها، وأن توقيتها الزمني هو توقيت مكةالمكرمة.. ولكن هذه إضاءة وإشارة خطيرة، فإذا كنا من أكبر الدول التي بها محسنون يبنون المساجد في مختلف القارات حتى في الأدغال، وبجميع أصقاع الأرض راغبين وجه الله، وإذا كانت مدن كالرياض بها بين كل مسجد ومسجد، مسجد، حتى إن الخطى تتضاءل، مع أنه كلما زادت الخطى إلى المسجد زادت الحسنات.. ثم بعد ذلك نكتشف أن هناك من يحتاج المساعدة والإرشاد في الداخل. السؤال: هل وزارة الشؤون الإسلامية توجه طلبات بناء المساجد التي يتقدم بطلب إنشائها المحسنون أم أن الراغب بالبناء هو الذي يحدد مكان المسجد؟ وعلى هذا لا بد من خارطة توضيحية نتبين بها أين المساجد في كل قرية، وإذا كانت هذه القرية ليس بها إلا مسجد واحد لا يسمع صوت أذانه السكان فماذا عن المرافق الأخرى من مدارس ومستشفيات ووحدات صحية؟! والسائلة أشارت إلى رغبتها أن يأتيها الرد عبر الهاتف، لأنه ليس لديها تلفزيون، فهل إرسال التليفزيون أيضا لا يصل إلى هذه القرى؟! وزارة الشؤون الإسلامية هي المسؤول الأول أمام المواطن في شأن أي مسجد، وتوفير مكبرات الصوت على الأقل لهذه القرية وغيرها، ومن الضروري توزيع وإيجاد خطط لبناء المساجد في جميع مناطق المملكة، وعدم التكدس في المدن، ونسيان القرى النائية من خدمات بيوت الله. نحن نحسن الظن بالقائمين على شؤون المساجد، ولكن في مثل هذه المواقف تُطرح التساؤلات.. أين المشايخ والدعاة عندما يجهل بعض سكان القرى اختلاف مواقيت الصلاة والصوم باختلاف المسافات دون أن تكون هناك توعية لهم؟ هذا سؤال رغم تصور بساطته إلا أنه يوضح كثيرا من الغفلة في شؤون هامة.. المسؤولية مشتركة بين المجتمع والمسؤول ولهذا نقول: "إن الذكرى تنفع المؤمنين" ليس غير.