لم يجد متوتر صفيق ادعى انه سعودي وله حساب على التويتر طريقة دنيئة للاعتراض على مشاركة الرياضيات السعوديات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الأولى والتي افتتحت قبل يومين في العاصمة البريطانية لندن إلا بفتح هاشتق وقح ومسيء في التويتر بعنون «عاهرات الاولمبياد» بقصد الإساءة للرياضيات السعوديات المشاركات في الاولمبياد وقذفهن في شرفهن وتشويه صورتهن بأسلوب أقل ما يوصف بأنه خال من المروءة والأخلاق والقيم والمبادئ الاسلامية السمحة. من حسن الحظ ان السحر انقلب على الساحر وتحوّل الهاشتاق إلى وسيلة دعم ومساندة للرياضيات السعوديات لدرجة ان منظمة العفو الدولية دعت بقوة إلى توظيف مثل دعوات الكراهية تلك إلى قنوات مساندة عالمية لقضايا المرأة والدفاع عن حقوقها. ولكن لو أخذنا هذا الهاشتاق من منظور تحليلي محلي وتساءلنا: يا ترى ما هي الظروف والانساق الفكرية والعادات وأساليب التربية الاجتماعية والعائلية التي اوصلت هذا الشاب إلى وصف الرياضيات السعوديات بهذا الوصف المشين المهين وهن يشاركن مثلهن مثل اكثر من عشرة آلاف و490 رياضيًا ورياضية منافسات الاولمبياد اللندنية؟ يا ترى ما هي الظروف والانساق الفكرية والعادات وأساليب التربية الاجتماعية والعائلية التي اوصلت هذا الشاب إلى وصف الرياضيات السعوديات بهذا الوصف المشين المهين وهن يشاركن مثلهن مثل اكثر من عشرة آلاف و490 رياضيًا ورياضية منافسات الاولمبياد اللندنية؟جزء من هذه الاشكالية يقع على عاتق بعض مؤسساتنا التي لم تقم بدورها الريادي في تنوير وتثقيف أبناء وبنات المجتمع ومساعدتهم على توسيع مداركهم وفهمهم لمحيطهم الداخلي والعالم الخارجي وبالتالي مشاركتهم في الفعاليات الدولية الرياضية وغيرها. فعلى سبيل المثال وقفت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تراوح مكانها بشأن مشاركة الرياضيات السعوديات في هذا المحفل الدولي وتؤجل قرار المشاركة وتتلمّس الاعذار بعدم المشاركة وتداهن هنا وتجامل هناك وتأخذ برأي اللجان المختصة وتحاجج بشأن كيفية وشكل المشاركة فيما يخصّ اللباس والحجاب، بحيث تحوّلت المشاركة من مجرد تسجيل حضور رمزي في محفل دولي إلى معضلة كداء تلوكها وسائل الإعلام الدولية مرة بسخرية ومرة بتندر ومرة بدهشة سلبية!!!... هل يا ترى مثل هذه المناقشات الماراثونية الخاصة بالمشاركة الرمزية للرياضيات السعوديات في هذا الاولمبياد وفرت الارضية الخصبة أو المناخ الفكري المنغلق لمثل هذا المتوتر المريض ليخرج لنا بمثل هذا الهاشتاق الجاهلي! لربما نعم وربما لا. خلاصة القول: ممارسة الرياضة بكافة أنواعها سواء للرجال أو النساء تعدّ من الأمور الشخصية البحتة التي لا تتطلب إذنًا من جهة رسمية للقيام بها في كافة اصقاع العالم إلا لدينا.. فهل نفاجئ العالم ونتغلب على الصين في حصد الميداليات الذهبية بسبب أنظمتنا وقراراتنا اللا إبداعية !!.