أصبح تويتر هو العالم البديل للواقع المعاش عند السعوديين، فرموز المجتمع السعودي وأبطالهم والشخصيات التي يتداولون أخبارها حاليا، كلهم موجودون في تويتر، تماشيا مع العصر، وإقبالا على التكنولوجيا، لكن الناس يواجهون مشكلة صغيرة في التعامل مع هؤلاء الرموز والأبطال، وهي أن بعض هؤلاء الرموز لا يمكن معرفة ما إذا كانت شخصياتهم موجودة بالفعل أم أنهم أبطال وهميون أو أسطوريون، صنعتهم الكلمة المحلقة في تويتر دون أهمية لمعرفة كاتبها على وجه الحقيقة ولكنهم يعرفون أحداث قصة ما بكل تفاصيلها وجزئياتها كأي رواية تقرأ، دون إمكانية التحقق من واقعيتها أو من أصحابها.. فقبل مدة يسيرة تداول الناس قذائف وداد خالد الصاروخية ذات العيار الثقيل الموجهة إلى الليبرالية بعد توبتها والتي تفضح فيها نفسها قبل فضح من تسميهم بالليبراليين وكان الأولى بها ستر نفسها (إن كانت شخصية حقيقية) وإخلاص التوبة لله تعالى.. بالرغم من إني (لا أعرف توبتها عن ماذا) فما ذكرت أنها تابت منه لا يسمى ليبرالية بل هو فعل سيئ يرتكبه المسلم العاصي، وباب التوبة مفتوح للجميع. ويبدو أنها موضة دارجة عند التائبين، فبعدها بفترة لحق بالركب الفنان فضل شاكر في توجيه ذات القذائف إلى الوسط الفني بمن فيه بعد عدوله عن نهجهم. ولا ندري هل سيحذو حذوهم المنشد أبو عبدالملك، بعد أن غيّر مساره من الإنشاد إلى الغناء، ونجده يهاجم المنشدين؟ سنتابع على تويتر. شخصية أخرى وعلى صعيد آخر يتداول السعوديون أخبارها على نطاق واسع ويبحثون عن آخر قصصها ويتتبعون أخبارها، وهي شخصية الدافور مصطفى (والدافور) هو المتفوق دراسيا او المكبّ على دراسته وكتبه باجتهاد، مصطفى له هاشتاق باسمه في تويتر ويتداول الناس حكاياته وقصصه مع أهله وأساتذته، ويعرفون أدق تفاصيل حياته، لكن مالا نعرفه نحن.. هل هي شخصية حقيقية أم أنها ورغم المساحة التي احتلتها من اهتمام السعوديين شخصية خيالية أو وهمية ولا وجود لها حقيقة؟ يبدو أن السعوديين وجدوا في تويتر خير تعويض عن العالم الحقيقي، فتوجهوا لشخصياته وهاشتاقاته ورموزه متفاعلين معهم بما أوتوا من قوة انعكست على حياتهم في العالم الحقيقي وتعاملهم وعلاقاتهم، فلا تعجب إن كبّر جماعة في مسجد لتوبة وداد خالد على تويتر، أو أن يصبح مثار سخرية وتندّر في المجتمع من لم يعرف من هو (الدافور مصطفى).