شهد تويتر ورصفاؤه من وسائل الإعلام الجديد في الأيام القليلة الماضية مفاجآت غير متوقعة؛ بدأت بانقلاب روضة اليوسف على الليبراليين في برنامج تلفزيوني على قناة الدانة الفضائية، ومن ثم انشقاق وداد خالد إحدى الليبراليات السعوديات عن انتمائها الليبرالي، وإعلانها التوبة عبر صفحتها بتويتر والعودة للتمسك بتعاليم الإسلام، بعد عشر سنوات قضتها - كما تقول - في خدمة الليبرالية والدعوة إليها، من خلال الكتابة في منتدى الطومار والشبكة الليبرالية السعودية، وكان أبرز جهودها آنذاك دعوتها إلى حرق الحجاب الإسلامي والتحرر منه إلى الأبد، المفاجأة الثانية كانت بعد يوم أو يومين من إعلانها التوبة، حيث انبرى لها زميل ليبرالي سعودي هو وائل قاسم الذي هاجمها بعنف في مقالة نشرها بإحدى الصحف الإلكترونية، وبعد ذلك بيومين فاجأ الكاتب ذاته الوسط التويتري بإعلانه التوبة من الليبرالية والعودة لرحاب الإسلام ! ما دعا أحد المغردين إلى فتح موضوع (هاشتاق) تحت عنوان: «سَنة التوبة» شارك فيه الكثير معبرين عن آرائهم إزاء هذه التراجعات اللافتة، وكالعادة اختلط الجد بالهزل، والموضوعية بالغوغائية، شأن موضوعات تويتر في تلك الهاشتاقات، القاسم المشترك للتائبين الليبراليين اتفاقهما على الانتقام من الليبرالية، وكشف المستور، وفضح رفاق الأمس، حتى لا تفقدنا عواطفنا القدرة على التركيز والتفكير الصحيح فينبغي ألا نفترض أن توبة وداد خالد ووائل قاسم إدانة لليبرالية، وإلا تعين علينا أن نعتبر تراجع منصور النقيدان، ومشاري الذايدي، وعبدالله بن بجاد، إدانة للسلفية لتراجعهم عنها وانتمائهم لليبرالية ومخططاتهم للنيل من عقيدة وثقافة ووحدة الوطن، وبالفعل شرعا في ذلك وقالا الكثير وما زال في جعبتهما الكثير، ما جعل خصوم الليبرالية من الإسلاميين يستبشرون بهذا الحدث ويحتفون بصاحبته، غافرين لها ما قد سلف، استعدادا للتعامل معها كقديسة ! إلى جانب آخرين اعتبروا الحدث نصرا للإسلام والمسلمين، ناسين أو متناسين أن نصر الله والفتح تم بفتح مكة وليس بتوبة تائب مهما كان، وأن الله أعز الإسلام بعُمر استجابة لدعوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولن يُعز بتوبة سواه وإن تمنينا على الله الأماني، الليبرالية السعودية عار يتبرأ منه خصومها، وشرف يدعيه خصومهم، وواقع الحال ألا ليبرالي حقيقي بيننا إلا ما ندر، وحتى لا تفقدنا عواطفنا القدرة على التركيز والتفكير الصحيح فينبغي ألا نفترض أن توبة وداد خالد ووائل قاسم إدانة لليبرالية، وإلا تعين علينا أن نعتبر تراجع منصور النقيدان، ومشاري الذايدي، وعبدالله بن بجاد، إدانة للسلفية لتراجعهم عنها وانتمائهم لليبرالية، وإن يكونا خالد وقاسم قد تابا بصدق فتوبتهما لأنفسهما وليست للإسلام، الإسلام أكبر من توبة التائبين، وإيماننا بإسلامنا يجب أن يتأصل على هذا الأساس حتى لا نفتن بردة مرتد أو تنصر مسلم. !