محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية تتوالى المواقف فتثبت أن من كانوا يرمون خصمهم بالإقصاء وعدم قبول الرأي والرأي الآخر يمارسون إقصاء أشد، حتى مع من كانوا يؤيدونهم ويدافعون عنهم عندما تتغير قناعاتهم، أوضح الأمثلة وأكثرها عجبا لا إعجابا موقف من يزعمون (الليبرالية)، أو (المتلبرلون) كما يسميهم الزميل الكاتب العكاظي خالد السليمان، موقفهم من الدكتور عبدالله الغذامي عندما قال رأيه في (ليبراليتنا) هاجموه ونبذوه وقلت في تغريدة انتشرت أنهم أودعوه معتقل (إقصأنامو). حسنا، هل لعمل مثل الإقصاء أو صفة الإقصاء درجات ومقياس (رختري) يجعلني أقول يمارسون إقصاء (أشد) أم أن الإقصاء فعل إما أن يحدث أو لا يحدث وصفة إما أن تتواجد أو لا تتواجد، أنا أعتقد بالرأي الأخير وهو أنها صفة وطبع في الشخص إما أن يتواجد فيحدث فعل لا درجات له أو أن يغيب والحمدلله على كل حال، وما تحديدي للدرجة الأشد هنا إلا من حيث استغلال الإمكانات بمعنى أن تسيطر على (ماكينة) الإعلام ثم تقصي عنها كل من يخالفك الرأي والفكر!!، ولا تدع مجالا للرأي والرأي الآخر وهو ما يحدث حاليا في كثير من وسائل الإعلام القوية لولا نعمة الإعلام الحديث (تويتر، فيسبوك، يوتيوب)، وبعض الصحف المنصفة بطبيعة الحال مثل هذه التي تمكنني من قول ما أقول مثلما تمكن الآخر وإن كانت نادرة في الصحف الورقية. من صور الإقصاء التي أريد أن أوضح بها ما أقصد أن قناة فضائية عربية لها قوتها وعلو صوتها وانتشاره تسمح بالرأي والرأي الآخر في بعض القضايا فتستضيف النقيضين، لكنها في التعليق عبر خبر يتعلق بالمجتمع السعودي وفي موضوع فيه خلاف في وجهات النظر أو الأولويات مثل بيع النساء للملابس الداخلية أو قيادة المرأة للسيارة أو السينما أو عراك في مسرح جامعة أهلية أو خلاف حول منتدى ثقافي أو سفر المرأة بدون محرم أو كشف الوجه وخلافه فإنها تعمد لاستضافة طرف متطرف من التيار المؤيد جدا لتلك التوجهات وتسمح له بأن يتحدث عن رأيه الشخصي في شكل فتوى بالجواز واتهام للطرف الآخر بالجهل والتخلف وإعاقة المجتمع دون أن تسمح للمخالف بإبداء وجهة نظره وكأن الطرف الآخر ينام في الرابعة عصرا في حين أن الحقيقة أنه أقصي من الدعوة للمشاركة.