يرى ضيفنا الكاتب خالد السليمان أن في مجتمعنا ليبرالية وليبراليين يستحق أن نسمع لرؤاهم ونؤمن بطرحهم، ولكن يحذرنا من طائفة تنتمي لليبرالية والليبرالية منها براء.. ويقول : «الليبراليون أصحاب فكر ورؤية شاملة تستطيع أن تقبلها أو ترفضها، أن تأخذ منها أو لا تأخذ. أما المتلبرلون فهم أناس خلعوا ثيابهم وارتدوا ثياباً أوسع من مقاساتهم حتى بدت عليهم فضفاضة لا تناسبهم ولا يناسبونها، يطير بها الهواء عند أقل هبة!! الليبراليون أصحاب فكر تأخذ منهم وتعطي أما المتلبرلون فأصحاب مراهقة فكرية، الليبرالية فلسفة حياة فيها الإيجابي والسلبي شأنها شأن كل اجتهاد بشري. أما التلبرل فهو سلبي في كل شيء ولا يستقر على شيء مبدأه التصارع ودافعه المخالفة ومنهجه الإقصاء، حتى أنك تحسبه الوجه الآخر لعملة التطرف الديني، وهو أشبه بالنار التي تأكل نفسها إذا لم تجد ما تأكله»!! ويضيف: «في الليبرالية حريتك هي حرية فكر ومسلك، أما في التلبرل فحريتك هي أن تكون مثلهم فحسب، في الليبرالية أنت مُخيّر بين الحرية بمفهومها والمحافظة، أما في التلبرل فأنت مُخيّر بين أن تكون إنساناً طبيعياً تنتمي لهم أو إنساناً متخلفاً لا تنتمي لهم. وكأن مقاسات الإنسانية المثالية لم توضع إلا على مواصفاتهم». وحول توجهات الفريقين في حياتنا يشير السليمان إلى أن « في الليبرالية مشروع حياة إنسانية له ما له وعليه ما عليه، أما في التلبرل فالمشروع أنثوي خالص يبدأ بالمرأة وينتهي بالمرأة مروراً بالمرأة!! وأسوأ من المتلبرلين هم فئة خلعت عباءتها الإسلامية لتمثل كائناً غريباً قلبه ليبرالي وقالبه إسلامي ضيّع مشيته فلا هو بالذي لحق بالليبرالية ولا هو بالذي ستر عورته بثوب التلبرل!!» ويروي كاتبنا الصحافي مشهداً حدث أمام ناظريه «في أحد الأسواق شاهدت كاتباً يومياً شهيراً من دعاة تحرير المرأة لا تمر مناسبة من دون أن يدعو المرأة الى التمرد على قيود المجتمع مظهراً ومسلكاً، ما أدهشني فعلاً أن زوجته التي كانت برفقته تضع عباءتها على رأسها مع الغطاء الكامل لوجهها بل وكفيها، بعد سلام سريع لم تشارك فيه بالطبع أم العيال قلت في نفسي: سبحان الله هو إذاً كفاح لتحرير نساء الغير»!!. ويسترسل في مشاهدته ويقول: «تكرر المشهد بعد أسبوع واحد مع أحد عتاة الليبراليين الذين لا يفهمون من الليبرالية سوى ما يتعلق بتحرير المرأة فهذه امرأته تلتحف بالسواد من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها وتمشي خلفه» ويعلق على المشهدين بقوله: «هذا التناقض الذي وجدته عند اثنين من أهم الكتاب الذين يرفعون راية المرأة يؤكد رأيي السابق في أن المشروع الليبرالي عند المتلبرلين السعوديين الذين اقتحموا صفوف الليبرالية واحتلوا مقاعدها الأولى ليس أكثر من مشروع أنثوي يبدأ بالمرأة وينتهي بالمرأة مروراً بالمرأة!!» ويزيد «المرأة في قاموسهم يقصد بها نساء الآخرين أما نساؤهم فهن معفيات من الخضوع لشعاراتهم بل ربما هن مجبرات على تجسيد حالة القمع التي يحاربها رجالهن، ربما ليكن لرجالهن المتلبرلين حالات مخبرية لدراستهن ومساعدتهم على فهم أحوال المرأة في معركتهم المزعومة لتحريرها!!». ويختم ضيفنا السليمان حديثه حول المرأة والليبرالية بقوله: «ان تحرير المرأة من قيود القمع الاجتماعي المكبل بعادات وتقاليد رجولية لم يأمر بها الله هو واجب على كل رجل يستشعر المعاني الحقيقية لرجولته، أما من لا يرون من مسألة تحرير المرأة سوى تحريرها من ملابسها وحيائها لتكون في مرمى شهواتهم، فهؤلاء ليسوا إلا الذئاب الهائمة»