قرأت معظم ما كتب عن الأخ طارق الحبيب تعليقا على كلامه عن المصطفى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وربما يكون ألمي أكثر ممن سواي لأني أعرف عن يقين أن الدكتور طارق لا يعني مطلقا ما فهم عنه وفي الوقت نفسه كان كلامه مسيئا بحق رسولنا الكريم فكنت أتألم له وأتألم مما كتب عنه. لا أشك مطلقا وأنا أعرف الرجل عن قرب محبته لرسول الله وأن هذا الحب يفوق حبه للناس أجمعين ورجل كهذا لا يمكن أن يسيء للرسول بأي صورة متعمدا لكنه في نهاية المطاف بشر يخطئ ويصيب وكان ينبغي أن ينظر إليه بتلك الصفة و لا شيء أكثر. طارق انطلق في حديثه من قواعد درسها في الجامعة وربما أصبحت تلك المعلومات جزءا لا يتجزأ من منظومته الفكرية فقال ما قال دون أن يلتفت مباشرة إلى الفارق الكبير بين رسولنا الكريم وسائر الناس. ولعل البيان الذي أصدره عدد من علماء النفس وجاء فيه: أن الدكتور الحبيب استعمل الكلمة (الصح) في الموضع (الخطأ) يشخص بدقة المشكلة ومصدرها. والذي يؤكد ذلك كله اعتذار الدكتور الشديد وأسفه عما بدر منه دون قصد وإيضاحه لمكانة الرسول في نفسه وتكرار الاعتذار في أكثر من مكان وكان يجب أن يكون ذلك كافيا لمعرفة حسن نيته وعدم تعمده للخطأ بحق رسولنا الكريم، فالمسلمون كلهم خطاؤون كما قال الرسول لكن خيرهم التوابون وأعتقد أنه منهم لاسيما وأنا أجزم أنه لم يتعمد ذلك الخطأ. الذي لفت نظري أن بعض كتابنا وجد في ما قاله الدكتور طارق فرصة عظيمة لتصفية بعض الحسابات مع من يصفونهم ب الإسلاميين فهؤلاء أي الإسلاميون لم يشنوا حملات عنيفة على الدكتور طارق ولم يكفروه ولم يطلبوا محاكمته كل ذلك لأنه إسلامي مثلهم ولو لم يكن كذلك أي مثل الذين كتبوا هذا الكلام لحملوا عليه بشراسة وهذا يدل من وجهة نظرهم على عدم الحيادية وعلى الانحياز لمن هو على شاكلتهم فكريا. كم هو سيئ أن يكون الكاتب انتهازيا لهذه الدرجة، أن بعض الذين انتقدوه وحملوا عليه بشدة يصنفون بأنهم من الدعاة وحتى بعد أن اعتذر لم يقبلوا عذره!! فماذا يريد القوم منه أكثر مما فعل؟! أخطأ طارق واعتذر، ونحن في بداية شهر رمضان الكريم، شهر العفو والمغفرة فأسأل الله أن يعفو عنه وعن سائر المسلمين، فتارك الذنب كمن لا ذنب له.