يقولون الشبعان يفت للجوعان فتاً بطيئاً، والمجتمع الدولي يتعامل مع الثورة السورية بهذا المنطق، بدأ بتنديد القمع على استحياء مفترضاً أن النظام السوري قابل للاصلاح!! ثم أصدر مجموعة عقوبات تمس حاشية الرئيس وشركاءه دون أن تمس الرئيس، ولما غرق النظام بالدم وبالغ في قتل شعبه واعتقال المتظاهرين، تداعى 17أعضاء في الكونجرس الاميركي لاستصدار قرار بان النظام في سورية قد فقد شرعيته، ونحن بانتظار الخطوة الاخيرة التي يعلن المجتمع الدولي فيها أن على النظام أن يرحل، وعندها تكون رسالة الشعب السوري قد وصلت (الشعب يريد إسقاط النظام). اردغان بدأ بقوله أن الرئيس يريد الاصلاح، ثم قال الرئيس يسمع لنصائحنا ولا يقول لا، ثم قال أن الرئيس بطيء ومتردد في الاصلاح، ثم قال أن النظام السوري يقول بأن مسلحين يقتلون الجيش وقوات الامن غير أن معلوماتنا لا تقول ذلك!!! اذن فالنظام يكذب!!! وقد قالوا سابقاً حبل الكذب قصير، وكان حرياًً باردوغان أن لا ينطلي عليه كذب النظام ودجله، غير أنه لحق الكذاب لباب الدار وأخيرا حذر أردوغان من أن يقوم النظام بمجزرة مثل مجزرة حماة عام 1982م وأن النظام لن يتمكن من مواجهة توابع وقوع مثل هذه المجزرة مرة أخرى؛ لأن رد الفعل من جانب المجتمع الدولي سيكون حاداً وستكون تركيا مضطرة لأن تنهض بمسؤولياتها تجاه مثل هذا الموقف. اليوم يكافئ الاعلام السوري اردغان على صبره وحسن ظنه بحملة مسعورة تحاول التشكيك بنيته والتجريح بشخصه واتهامه بالحنين إلى النزعة العثمانية، وهكذا يأبى الاستبداد والفساد أن يترك له صديقاً إلا حفنة المرتزقة التي تنتفع منه وتربط مصيرها بمصيره، وخير مثال عليهم رامي مخلوف ابن خال الرئيس الذي صرح في مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن النظام السوري لن يستسلم بسهولة و"سيقاتل حتى النهاية". و"لن يكون هناك استقرار في اسرائيل اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا" وأضاف بأن السلفيين هم البديل عن النظام!!! وما أشبه هذا التصريح بتصريح القذافي الذي حذر من زعزعة أمن إسرائيل فيما لو سقط نظامه. إن سورية موقّعة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقيات جنيف واتفاقية منع تعذيب البشر، وهي تضرب بكل هذه الاتفاقيات عرض الحائط، ومن واجب المجتمع الدولي أن يلزمها بمضمون هذه الاتفاقيات، وعندما شكلت الاممالمتحدة لجنة لتقصي الحقائق لزيارة المناطق المنكوبة ببطش الدولة لم تسمح لها أجهزة المخابرات بالدخول إلى سورية والقيام بمهامها، ونحن على ثقة أنها ولو دخلت فان النظام سيحاول التمويه عليها وخداعها كي لا تصل إلى الحقيقة المرعبة، ولكنه بعد أن ضرب أخمساً لاسداس وجد أن وقائع الجريمة أكبر من تخفى على عابر طريق فكيف على لجنة تقصي حقائق!!. بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري تقول أن المرحلة الأخطر في ما يجري في سوريا قد انتهت، وقالت في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إن "اللحظة الأكثر خطورة قد تم تجاوزها". وتابعت "أعتقد أننا نعيش بداية نهاية هذه القصة"، ورأت أن ما حدث في سوريا يمكن اعتباره فرصة يجب انتهازها للتقدم في عدة مجالات وخصوصا في المجال السياسي، بينما يقول رامي مخلوف أن الاولوية للاقتصاد وسبقهم الرئيس بقوله أن الاولوية للأمن، إنهم يلعبون بالثلاث ورقات التي ملأت جيوبهم بالمال، وخرج الشعب منها صفر اليدين. وأشار صحفي النيويورك تايمز الذي أجرى المقابلة إلى أنه لم يحصل على إذن بالبقاء في سوريا لأكثر من ساعات فقط لإجراء المقابلة، ونحن نقول ما دامت بداية النهاية قد بدأت كما تقول بثينة –وعند بثينة الخبر اليقين- فهلا تركوا هذا الصحفي يسيح في سورية بضعة أيام ليسطّر بقلمه مظاهر بداية النهاية التي بشرت بها بثينة!!! ولكن يبدو في الحقيقة أنها غير متأكدة، وأنها فضلت أن تقوم الصحافة السورية بهذا السبق الصحفي على طريقتها في الفبركة والخيال العلمي. المعارضة السورية اليوم في المهجر في حراك كبير يظهر في مظاهرات متواصلة تعم العواصم العالمية من لندن إلى باريس إلى القاهرة وبروكسل وواشنطن واوتاوا ومدريد واستانبول... وهناك مؤتمرات عقدت ومؤتمرات ستعقد، ففي استنبول جرى لقاء سمي "لقاء إسطنبول من أجل سوريا" نظمه "منبر إسطنبول للحوار السياسي". الذي يضم 400 من هيئات المجتمع المدني في تركيا، وقال رئيس المنبر "قرر مثقفون وكتاب وأكاديميون وناشطون في المجتمع المدني التركي تكوين منبر لمناقشة الوضع الحالي في سوريا، للوصول إلى قرار يسمح لنا بالضغط على النظام السوري ليوقف سفك دماء شعبه". وقال "بعد تشاورنا مع الإخوة السوريين في تركيا، قررنا تنظيم هذا اللقاء"، وقد حضر اللقاء أتراك وسورييون، وكان منسق اللقاء ملهم الدروبي وحضر من الاخوة الكرد عبد الباسط سيدا و ربحان رمضان، ومن العشائر عبد الاله الملحم ومحمد الهديب ومحمد سلامة الشعلان وبعض الاخوة التركمان، وممثلين عن الشباب والشابات ومن إعلان دمشق حضر أنس العبدة ومحمد زهير الخطيب... كما تداعى عدد من الشخصيات السورية المعارضة، لتشكيل هيئة وطنية سورية، تدعم الثورة الشعبية السورية، وتساندها لتحقيق أهدافها في التحرر من نظام الاستبداد والفساد، وذلك في المجالات السياسية والإعلامية والحقوقية واللوجستية.. وقرروا تأسيس (الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية)، لمواكبة الجهد الوطني الذي يقدمه شباب سورية، من أجل صناعة الغد الأفضل لأبناء سورية جميعا. واختار المجتمعون لجنة تحضيرية مؤقتة، للتواصل مع القوى والشخصيات الوطنية، وإطلاق الدعوة لتوسيع دائرة المشاركة في هذا الائتلاف الوطني، والإعداد لمؤتمر عام قادم. ومن اللجنة التحضيرية: الشيخ عبد الإله طراد الملحم، ووليد سفور وتوفيق دنيا ، وأحمد رمضان، وهيثم رحمة، وريمون معجون وملهم الدروبي وعبد الله العلبي... وقد وجهوا دعوة موسعة لكافة الاطياف السورية للمشاركة في مؤتمر قادم سيعلن عن مكانه وزمانه قريباً. كما أعلن السيد أنس النعيمي المتواجد في الرياض بانه يقوم ومجموعة من السوريين من كافة الاتجاهات على عقد مؤتمر في تركيا سيدعى له عدنان عرعور وبرهان غليون محمد رحال ومحمود الدغيم وعصام العطار... واجتمع منذ فترة رموز من جبهة الخلاص مع الدكتور عبد الرزاق عيد رئيس مجلس إعلان دمشق في المهجر لمحاولة عقد مؤتمر لجميع أطياف المعارضة. كما طرح رضوان زيادة واسامة القاضي ونجيب الغضبان وآخرون مبادرة وطنية لدعم الثورة السورية ... وهكذا فالمساعي حثيثة لتفعيل جهود المعارضة السورية في المهجر، وهي جهود مشكورة نأمل أن تتبلور وتنضج وتصب في خدمة شعبنا المصابر في الداخل. ولا بد كذلك من تثمين موقف الفنانين السوريين الذين انتصروا لاطفال درعا وطالبوا بتوفير الدواء والحليب لهم ودفعوا ثمن موقفهم الشهم هذا هجوماً مؤسفاً من أعوان النظام ومؤسساته عليهم، ونخص بالذكر منهم الفنانة الكبيرة منى واصف، فكلما كان الفنان كبيراً كان ضغط النظام عليه أكبر ولن نذكر الفنانين الذين سوغوا جرائم النظام واصطفوا في خندقه، فالامل كبير أن يثوبوا إلى رشدهم وأن ينحازوا إلى شعبهم وأن يقولوا كلمة حق سيذكرها لهم التاريخ.