محمد بن عبدالرزاق القشعمي - عكاظ السعودية سعد الجميع بما سمعوه من معالي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام عند افتتاحه للمهرجان الثقافي الثالث في مركز صالح بن صالح الثقافي في عنيزة، مساء يوم السبت 14/4/1432ه، عندما صرح بأن المكتبة العامة في عنيزة ستتحول إلى مركز ثقافي يقوم مقام النادي الأدبي، ليزاول فيه أبناء المدينة وما جاورها من قرى نشاطاتهم الثقافية المختلفة، وسيخصص لها أرض بمساحة أفضل مما هي عليه الآن لتستوعب متطلبات المرحلة، لقد سمعت كثيرا من الناس مستبشرين وفرحين ومبتهجين بهذه البشرى، التي زفها معاليه لهم بهذه المناسبة الثقافية الكبرى. ولنعد إلى ما سبق أن تطرقت إليه عندما سمعت بفكرة دمج الأندية الأدبية بجمعيات الثقافة والفنون، لتصبح بمسمى جديد هو : المراكز الثقافية. فقد تكرر الحديث في السنوات الأخيرة حول تحويل الأندية الأدبية في المملكة إلى مراكز ثقافية، وأحيانا نسمع أن وزارة الثقافة والإعلام تفكر في دمج جمعيات الثقافة والفنون بالأندية الأدبية .. وغيرها من الأفكار التي تدور حول هذا الموضوع.. الفكرة ليست جديدة فقد سمعنا بها منذ ضمت الثقافة إلى وزارة الإعلام منتقلة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل نحو ست سنوات فأصبح اسم الوزارة الجديد: وزارة الثقافة والإعلام. الفكرة جديرة بالدراسة المتأنية .. وعدم التضحية بتجربة لا تقل عن خمس وثلاثين سنة هي عمر الأندية الأدبية ومثلها جمعية الثقافة والفنون بفروعها المختلفة .. صحيح أن كل عمل لا يخلو من نواقص وسلبيات.. ولكن له نتائج إيجابية لا تغفل .. صحيح أنها ليست كما يجب ويؤمل، فالطموح وتحقيق المزيد من الإنجازات هو المطلوب. هناك نوافذ ثقافية أخرى منتشرة في مختلف مدن المملكة الكبرى والصغرى لا تقل عن ثمانين مكتبة عامة تشرف عليها وتديرها وزارة الثقافة والإعلام، ولها مقراتها المخصصة بمرافقها المختلفة، وكلها أصبحت ملكا لوزارة الثقافة والإعلام بعد انتقالها من وزارة التربية والتعليم، فلم لا تحول هذه المكتبات إلى مراكز ثقافية تجريبية ؟ وتكون نواة لفكرة المراكز المقترحة، وبالذات المدن التي لا يوجد فيها أندية أدبية أو فروع لجمعيات الثقافة والفنون ويزاول فيها جميع الأجناس الثقافية من فنون وعلوم وآداب وتفتح لجميع الفئات العمرية ويترك لهم حرية اختيار ما يناسبهم من الألوان الثقافية وبالذات الشباب. هناك مدن كبيرة في جميع مناطق المملكة ليس بها أندية أو جمعيات مثل: الدوادمي، وعفيف، وشقراء، والمجمعة، وعنيزة، والزلفي، وخميس مشيط، وينبع، ورابغ، والوجه، وبيشه، والرس، والمذنب، والقنفذة، والقطيف، والجبيل، والخرج، والحريق، ... وغيرها، بها مكتبات عامة ومقراتها واسعة ومهيأة لإقامة النشاطات الثقافية المختلفة، وسبق تزويدها بمختلف الكتب وبالوسائل السمعية والبصرية، بدليل أن أحد الأندية الأدبية يشغل جزءا من إحدى تلك المكتبات مثل نادي الأحساء الأدبي مثلا. فلماذا لا تترك الأندية الأدبية تعمل على طريقتها السابقة مع تطويرها ولو مؤقتا على أن تضخ المكتبات العامة بالدماء الجديدة وبالدعم المادي والتشجيع بوضع برامج تنافسية بين تلك المكتبات المراكز المقترحة ولمدة محدودة كتجربة لخمس سنوات قابلة للتطوير أو الإلغاء، في حالة نجاحها، وهو المؤمل يمكن تعميمها على بقية المدن الكبرى وبالتالي تحويل الأندية والجمعيات إلى مراكز ثقافية عندما تثبت وجودها بالنجاح المؤمل منها. فشكرا لمعالي الوزير على هذه اللفتة الطيبة فنرجو أن تكون عنيزة هي الأولى والمنطلق لبقية مناطق المملكة، وخاصة المدن وأشباه المدن، التي لا يوجد بها أندية أدبية أو فروع لجمعية الثقافة والفنون. ومن جهة ثانية يمكن الاستفادة من تجارب من سبقنا من الدول المجاورة، وعلى سبيل المثال تجربة جمهورية مصر العربية في إدارتها لقصور الثقافة في المحافظات والقرى.