تكرر الحديث في السنوات الأخيرة حول تحويل الأندية الأدبية في المملكة إلى مراكز ثقافية، وأحيانا نسمع أن وزارة الثقافة والإعلام تفكر في دمج جمعيات الثقافة والفنون بالأندية الأدبية.. وغيرها من الأفكار التي تدور حول هذا الموضوع. الفكرة ليست جديدة فقد سمعنا بها منذ ضمت الثقافة إلى وزارة الإعلام منتقلة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل نحو ست سنوات فأصبح اسم الوزارة الجديد: وزارة الثقافة والإعلام. الفكرة جديرة بالدراسة المتأنية.. وعدم التضحية بتجربة لا تقل عن خمس وثلاثين سنة هي عمر الأندية الأدبية ومثلها جمعية الثقافة والفنون بفروعها المختلفة.. صحيح أن كل عمل لا يخلو من نواقص وسلبيات.. ولكن له نتائج إيجابية لا تغفل.. صحيح أنها ليست كما يجب ويؤمل، فالطموح وتحقيق المزيد من الإنجازات هو المطلوب. هناك نوافذ ثقافية أخرى منتشرة في مختلف مدن المملكة الكبرى والصغرى لاتقل عن ثمانين مكتبة عامة تشرف عليها وتديرها وزارة الثقافة والإعلام، ولها مقراتها المخصصة بمرافقها المختلفة وكلها أصبحت ملكا لوزارة الثقافة والإعلام بعد انتقالها من وزارة التربية والتعليم، فلم لاتحول هذه المكتبات إلى مراكز ثقافية تجريبية ؟ وتكون نواة لفكرة المراكز المقترحة، وبالذات المدن التي لا يوجد فيها أندية أدبية أو فروع لجمعيات الثقافة والفنون ويزاول فيها جميع الأجناس الثقافية من فنون وعلوم وآداب وتفتح لجميع الفئات العمرية ويترك لهم حرية اختيار ما يناسبهم من الألوان الثقافية وبالذات الشباب. هناك مدن كبيرة في جميع مناطق المملكة ليس بها أندية أو جمعيات مثل: الدوادمي، وعفيف، وشقراء، والمجمعة، وعنيزة، والزلفي، وخميس مشيط، وينبع، ورابغ، والوجه، وبيشة، والرس، والمذنب، والقنفذة، والقطيف، والجبيل، والخرج، والحريق.. وغيرها. فيها مكتبات عامة ومقراتها واسعة ومهيأة لإقامة النشاطات الثقافية المختلفة، وسبق تزويدها بمختلف الكتب وبالوسائل السمعية والبصرية، بدليل أن أحد الأندية الأدبية يشغل جزءا من إحدى تلك المكتبات مثل نادي الأحساء الأدبي مثلا.. فلماذا لا تترك الأندية الأدبية تعمل على طريقتها السابقة مع تطويرها ولو مؤقتا على أن تضخ المكتبات العامة بالدماء الجديدة وبالدعم المادي والتشجيع بوضع برامج تنافسية بين تلك المكتبات المراكز المقترحة ولمدة محدودة كتجربة لخمس سنوات قابلة للتطوير أو الإلغاء. في حالة نجاحها وهو المؤمل يمكن تعميمها على بقية المدن الكبرى وبالتالي تحويل الأندية والجمعيات إلى مراكز ثقافية عندما تثبت وجودها بالنجاح المؤمل منها. ومن جهة ثانية يمكن الاستفادة من تجارب من سبقنا من الدول المجاورة وعلى سبيل المثال تجربة جمهورية مصر العربية في إدارتها لقصور الثقافة في المحافظات والقرى. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة