«لولا صورتك لاعتقدت أنك في الثلاثين أو أصغر، فأنت تخاطب المجتمع بلغة شابة عصرية»، هذا نص مجتزأ من تعقيب أحد القراء على مقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة الذي نشر في صحيفة إيلاف الإلكترونية تحت عنوان «كيف تؤثر في الإعلام أكثر من وزير الإعلام؟»، وكان مقالا راهن فيه الكاتب على قدرة المتلقي في اتخاذ قراراته بصفته حجر الزاوية في المعادلة الإعلامية ومن تتسابق إلى خطب وده أقنية الإعلام في مختلف صورها وأشكالها. من نافلة القول أن أخوض في مسألة طرحت في إعلامنا احتفاء بكسر الدكتور خوجة أنماط البيروقراطية في التواصل، وذلك عندما سجل سبقا وزاريا عبر صفحته التفاعلية على موقع «فيس بوك» كنمط من أنماط الإعلام الجديد، وكنت كغيري في بداية الأمر أظنها مجرد تسجيل حضور تديره سكرتارية الوزير، وتبين لي عاجلا أن الوزير يقوم على صفحته ومايرد إليه من استفسارات يجيب عليها بشكل مباشر في خطوة مثلت لجيل الإعلاميين الشباب حالة من كسر القيد والرتابة في محيط الإعلام «السلطوي» الذي يعيش جمودا لايحتاج إلى أن أوغل في وصفه. أعود إلى مقال الوزير وماتضمنه من تأكيد على سلطة المتلقي وأهمية ممارسة دوره في الاختيار بعد تجاوز مرحلة الوصاية والتأثير، وأن بعض المتلقين لم يدركوا مدى قوتهم أو يختبروا صلاحياتهم في ظل تطور وسائل الاتصال، وتلك لغة تفاعلية حملها المقال بين سطوره، الأمر الذي ولد حالة التعجب عند جمع من الردود على المقال في كيفية إدارة حقيبة وزارية تحمل عمق الإعلام والثقافة بمثل تلك الروح الخلاقة، في تأكيد على غياب الدور الذي تعلمناه في المدارس الإعلامية عن الإعلام السلطوي ومحدداته التي لا تتسع لأفق الإعلام الجديد. مقال وزير الثقافة والإعلام بمضامينه ولغته النهضوية واكب ذات الحدث المطروق على استحياء حول إيقاف صحافي سعودي شاب عن العمل الصحافي «مدى الحياة» بعد النظر في القضية المرفوعة إلى لجنة النظر في المخالفات الصحفية قبل سنتين على خلفية حوار منشور مع عضو سابق من أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب في جامعة الملك سعود، الذي اعترض على تضمين الصحافي مقاطع غير واردة في التسجيل، في الوقت الذي يؤكد الصحافي الموقوف على وجود رسائل إلكترونية مرسلة من عضو هيئة التدريس سابقا تثبت تضمينه الزيادات المعترض عليها بصفتها أداة إعلامية تستخدمها وسائل الإعلام في عصر الإنترنت، ليأتي الرد من طرف الجهة المعنية في الوزارة «نعتذر .. البريد الإلكتروني غير معترف فيه»، لا تعليق!. [email protected]