اعتبر مؤسس الموقع العربي الأول للإعلام الجديد الدكتور سعود كاتب تفاعل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة من خلال صفحته الشخصية على ال «فيس بوك»، ومخاطبة وكالة الأنباء السعودية بشأن الخبر الذي نشر في بداية كارثة سيول جدة دليلا على أهمية ودور الإعلام الجديد. وقال كاتب ل «عكاظ»: «كنت أول من أبلغ وزير الإعلام بملاحظتي حول خبر وكالة الأنباء، ولم أستغرب تفاعل رجل الإعلام الأول، ما يؤكد أهمية ومكانة التواصل والتفاعل عبر التقنيات الحديثة». وجاء حديث كاتب مؤلف كتاب «الإعلام القديم والإعلام الجديد: هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض» الصادر في عام 2002م، في سياق دور الإعلام الجديد في إبراز حجم الكارثة بصفته أستاذ تكنولوجيا الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، ويعكف على دراسة تحليلية حول هذا الدور حال انتهاء الأزمة يستفيد منها المجتمع والباحثون. تقنيات الإعلام ورأى كاتب «أن كارثة جدة الأخيرة لم تكن ستظهر في هذا الشكل لولا وجود تقنيات الإعلام الجديد، ودور المواطن الصحافي». ولم يخف كاتب قلقه من «تجربة نقل المواطن للأحداث عن طريق المنتديات وال «يوتيوب» وال «فيس بوك» والمدونات من جانب الرقابة الذاتية التي من المفترض للمواطن أن يمارسها أثناء نقله للأحداث، لاعتبارات أخلاقية اجتماعية، مستدلا في ذلك على نشر صورة للطفلة الغريقة التي انتشرت كرمز لحجم الكارثة، مما يؤثر على عائلتها، وغيرها من الصور التي تعكس عدم الخبرة»، مؤكداً «أن الحل يكمن في تبني المجتمع للمسؤولية الذاتية والتوعية، وفرض قوانين تحد من المبالغة، وتاليا تتكون ثقافة لدى المجتمع بأهمية النقل بمسؤولية». وأضاف: «في المقابل هناك مناطق لم يصل إليها الصحافيون بسبب إغلاق الشوارع مثلا، ولك أن تتخيل كيف سنعرف حجم الكارثة لو لم تصلنا مقاطع التصوير عن تلك المناطق». الصور الخاصة واعتبر أن «دور الإعلام الجديد برز في الأزمة، وعكس دورا مهما استفادت منه الصحف والقنوات الفضائية كمصادر للمعلومات، واستندت لكثير من الصور الخاصة والمقاطع التي صورها المواطن حال وقوع الكارثة». ولم يلغ كاتب دور الصحافة الورقية «باعتبار دورها في تحليل الأحداث وتقديم إجابات من المسؤولين والمختصين للقراء بعد الحدث»، مشددا على أهمية ما يسمى «التفاعل» بين القارئ والصحيفة بالاستفادة منه في نقل الأحداث، خصوصاً التي تحدث في مدة بسيطة جداً قد لا تحمل انتقال صحافي إليها. ودلل كاتب أن كثيرا من كتاب الصحف الآن أصبح ينشر مقالاته في صفحته الخاصة أو المواقع التفاعلية ك «الفيس بوك» أو المدونات والمنتديات لكسب شريحة جديدة وجمهور قراء أكبر، إضافة للاستفادة من التغذية الراجعة أو ردة الفعل من قبلهم وتحديد رغباتهم. ورأى «أن الصحف التي تمثل اتجاها واحدا (منها إلى القارئ) فشلت في معرفة اتجاهات القراء، وتقديم مادة مشبعة لهم، فيما استطاعت الصحف التي تفاعلت مع القراء واستقرأت توجهاتهم أن تأخذ الكعكة الأكبر، وكل ذلك لم يكن ليتحقق لولا وجود مواقعها الإلكترونية».