انتقد زعيم المعارضة اللبنانية سعد الحريري مطالبة وزير خارجية بلاده، عدنان منصور، جامعة الدول العربية بإلغاء قرارها الخاص بتعليق عضوية سوريا في الجامعة. وكانت الجامعة قد قررت في نوفمبر 2011 تجميد مقعد سوريا متهمة النظام بقمع الاحتجاجات التي بدأت سلمية في مارس من العام نفسه للمطالبة بإصلاحات سياسية. وفي بيان صحفي، قال الحريري إن "وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور تولى تنفيذ تكليف النظام السوري الأسود بالنطق باسمه على منبر الجامعة العربية، والذي يتنافى مع أبسط قواعد التضامن العربي، ويطيح بكل الادعاءات المتعلقة بسياسة النأي بالنفس". و أعلنت الحكومة اللبنانية، التي تضم حزب الله حليف رئيس النظام السوري بشار الأسد، أنها لا تميل إلى أي من طرفي الصراع في سوريا، وتتبنى "سياسة النأي بالنفس". و اعتبر الحريري، الذي يؤيد المعارضة السورية المطالبة بإسقاط الأسد، أن دعوة منصور إلى فك تجميد عضوية سوريا "هي الخلاصة الحقيقية للدور القبيح الذي تقارب من خلاله الحكومة اللبنانية الأحداث الدموية في سوريا". ومستنكرًا، تساءل زعيم "تيار المستقبل": "أين هي حكومة لبنان من الخطاب الذي ألقاه باسمها وزير الخارجية في اجتماع الجامعة العربية اليوم؟". ومضى متسائلاً: "هل نحن أمام وزير يتحدث فعلاً باسم الجمهورية اللبنانية ورئيسها، باسم الحكومة ورئيسها، أم نحن أمام وزير خارجية إيران" حليف نظام الأسد وحزب الله. وتابع، ملمحًا إلى حزب الله: "أو في أحسن تقدير أمام وزير ينفذ أوامر جهة سياسية تمسك بزمام الأمر الحكومي وتفرض على لبنان، الدولة والمؤسسات والشعب، مواقف لا وظيفة لها سوى الإساءة لعلاقات لبنان وتعريض المصلحة الوطنية لمخاطر جسيمة؟". وعلى هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ، صرح منصور بأن الطلب الذي طرحه في الجلسة الافتتاحية لهذه الاجتماعات "يعني عودة مشاركة ممثل عن النظام السوري في الجامعة من أجل فتح حوار مباشر مع النظام". وبعد نقاشات مطولة أظهرت تباينات، دعا وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماعاتهم مساء اليوم، "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" إلى "تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة، وللمشاركة في القمة العربية المقبلة المقرر بالدوحة نهاية الشهر الجاري".