فسر رياض الشقفة المراقب العام لإخوان سورية عدم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رغم مرور سنة على الاحتجاجات الشعبية السورية بكونه مدعوما من إسرائيل . وأوضح الشقفة في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الاحد 18 مارس 2012 عبر الهاتف من القاهرة :"نظام الأسد بقي أربعين سنة يتاجر بالمقاومة والممانعة حتى خرج رامي مخلوف ابن خالة بشار في بداية الثورة وهو يقول إن استقرار وأمن إسرائيل مرتبط ببقاء النظام السوري". وتابع :"إسرائيل مطمئنة من الحكم بسورية فلا أحد يزعجها بقضية الجولان ولا غيرها .. ولذا فهي تدافع عنه .. وهذا هو سبب الدعم الغربي للنظام أيضا وإعطائه المهلة بعد الأخرى .. أما الدول العربية والإقليمية فلا يريدون التدخل بمفردهم وينتظرون قرارا دوليا من مجلس الأمن". وأردف :"الغرب كان يمكنه أن يقنع روسيا والصين بسحب الفيتو الخاص بهما على التدخل العسكري بسوريا عبر إعطائهما ثمن ذلك". وقلل الشقفة من تحذيرات قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان للعرب من احتمالية وقوع سورية بيد الإخوان بعد زوال نظام الأسد ، وقال :"هذه التحذيرات والتخوفات لا قيمة لها ، الإخوان معروفون باعتدالهم ووسطيتهم ، وقد انتهت المرحلة التي كان فيها القادة الديكتاتوريون والمستبدون يستخدمون الإخوان كفزاعة لشعوبهم وللغرب". كان الفريق ضاحي خلفان قال في حديث مع صحيفة "الشروق" الجزائرية أنه "يجب على العرب أن لا يضعوا سورية في يد الإخوان ويجب على السوريين أن لا يضعوا سورية في يد الإخوان ، لأن دخول سورية في يد الإخوان معناه أن العرب فعلا سينقسمون إلى طائفتين مع وضد الإخوان". وتابع الشقفة :"نحن جزء من العالم العربي نحترم ونتعاون مع الجميع فيه .. وأتساءل أين حكم الإخوان واستخدموا الديكتاتورية حتى يتهموا بها؟ وحتى الإخوان الذين وصلوا للسلطة مؤخرا لهم شركاء من أطياف أخرى ولم ينفردوا بالحكم". وأردف :"من الطبيعي أن يكون لنا كإخوان ، مثلنا مثل أي حزب أو جماعة سياسية ، أنصار ومخالفون وهذا لا يعد انقساما بل أمر طبيعي". وسخر الشقفة مما يتردد حول وجود دعم أمريكي لوصول الإخوان للسلطة في بلدان شهدت ثورات الربيع العربي ، مشددا :"الذي أعرفه أنه لم يكن هناك بين الإخوان والولاياتالمتحدة أي حوار بالماضي ، وأنا أتحدث هنا عن إخوان سورية وغيرهم". وتابع :"الولاياتالمتحدة كانت تقف موقفا سلبيا من الإخوان بسبب مواقف قد تكون فيها مراعاة من قبل واشنطن لإسرائيل". ونفى الشقفة وجود أي نية للإخوان للتفرد بالسلطة بسورية إذا ما وصلوا إليها مستقبليا ، وقال :"نحن برنامجنا واضح وصريح : لن ننفرد بالسلطة ولن نقصي أحدا.. برنامجنا بالأساس يمنع أن نخوض انتخابات نحصل فيها على الأكثرية فنحن لا نبحث عنها بل عن تعاون الجميع لنهضة البلاد ..أي أننا حتى لو حصلنا عليها سنتعاون مع الجميع". وأشار الشقفة إلى أن ما يطرح عن استهداف الإخوان إذا ما وصلوا للحكم لبعض الأقليات كالمسحيين والعلويين والانتقام ممن قاموا بأعمال عدائية ضدهم كتنظيم هو جزء من حملة التخويف التي يقودها النظام السوري ضد الإخوان ، مشددا بالقول :"إذا زال هذا النظام وأراد أحد أن ينتقم من أحد الطوائف فنحن من سيقف مدافعا عنها". وتابع :"نحن لن نحرض على الانتقام من أحد وسنقف للدفاع عن كل مظلوم بسورية أيا كانت ديانته وطائفته ومذهبه .. واجتثاث البعث وغيره ليس في برنامجنا ولا نية عندنا لإقصاء أحد .. من أساء للشعب السوري وأجرم وقتل فالقضاء العادل وحده هو من سيقرر مصيره". وقلل الشقفة من أهمية استقالة قيادات بالمجلس الوطني المعارض وتأثير ذلك على وحدة المعارضة في هذا التوقيت ، وقال :"كنا نتمنى ألا يحدث هذا .. هذه خلافات بسيطة ولا ترقى للتأثير على القضية السورية". وتابع :"بغض النظر عن وجود تجمعات متعددة للمعارضة فالكل متفق على هدف واحد هو إسقاط النظام ، وبقي فقط أن يتم الاتفاق على الخطط والأساليب وسنعمل على ذلك". ورفض الشقفة اتهام أحد القيادات المستقيلة من المجلس الوطني وهو كمال اللبواني للإخوان باحتكار عمليات التسليح والإغاثة للشعب السوري واستخدام المال لبناء وتوسيع قاعدتهم الشعبية بسورية ، وقال :"أنا أستبعد أن يقول اللبواني هذا الكلام .. ولكن إن صح نسبه إليه فهو كاذب". وتابع :"هو يعرف أننا لا نستأثر لا بمال ولابسلاح ، بالعكس نحن أكثر الناس حاجة لهذين العاملين ، ونتألم كثيرا عندما نجد أن الداخل يحتاج للمال ولا نجد عندنا ما نعطيه له". وأردف :"أخشى أن هناك من يريد أن يشوه صورة الإخوان بالمجلس الوطني .. كيف يقال إننا نسيطر على الأخير .. نحن لدينا فقط عضو واحد بالمكتب التنفيذي للمجلس من أصل 16 عضوا .. ولدينا إجماليا 60 عضوا فقط من الإخوان ومحبيهم من الإسلاميين بالهيئة العامة للمجلس من أصل 300 عضو فكيف نسيطر عليه؟". ونفى الشقفه قيامه وجماعته بعقد أي صفقات للسلاح لصالح الجيش السوري الحر وتمريرها عبر الأراضي التركية وغيرها ، وقال :"أولا تركيا تمنع مرور السلاح عبر أراضيها ، ونحن لا نعقد أي صفقات لجلب السلاح للجيش الحر نحن فقط نؤيد تسليحه وكافة الكتائب المقاتلة لمواجهة بطش النظام". وتابع :"والجيش الحر هو الذي يبحث عن مصادر للسلاح وللأسف فهي لا تزال ضعيفة جدا لعدم وجود تعاون أو دعم دولي".