تساءل كثيرون عما سيكون عليه حال برشلونة بدون ميسي .. وجاءت مباراة أوساسونا في ذهاب دور الستة عشر لكأس ملك إسبانيا لتكون الرد القوي على هذا التساؤل ..عندما نجح الفريق الكتالوني في تحقيق الفوز برباعية وبأقل مجهود في المباراة التي جمعت بين الفريقين اليوم بالكامب نو ..وليس فقط في غياب ميسي الذي لم يبدأ اللقاء وشارك في الشوط الثاني ،ولكن أيضاً في غياب أندرياس أنييستا ودافيد فيا للإصابة وكذلك الحارس فالديس. تقدم سيسك فابريجاس للبارسا في الدقيقة 14 ثم عاد وأضاف الهدف الثاني في الدقيقة 18،وأضاف ميسي الهدف الثالث في الدقيقة 73 ثم عاد وأضاف الهدف الرابع في الوقت بدل الضائع .ومن المقرر أن يلتقي الفريقان في لقاء العودة في الثالث عشر من الشهر الجاري . جاءت المباراة جيدة المستوى خاصة من برشلونة الذي نجح في فرض سيطرة تامة على اللقاء،وأكدت المباراة على عبقرية جوارديولا المدير الفني للبارسا الذي أثبت أنه مدرب من طراز فريد وأن جزءاً كبيراً مما وصل إليه فريقه يعود إلى قدراته التدريبية الرائعة دون الإعتماد على أسماء بعينها. كما نجح الثنائي الخطير تشافي هيرنانديز الجندي المجهول ،وسيسك فابريجاس في قيادة الفريق ببراعة خلال الشوط الأول قبل نزول ميسي. ولم تكن مشاركة ميسي متوقعة بسبب الأنفلونزا والغريب أنه شارك ونجح في تحقيق حدث فريد بعد أن أحرز الهدف الثالث برأسه وهو امر نادر الحدوث. في المقابل لم يكن هناك وجود يذكر لفريق أوساسونا بإستثناء الداقئق الخمس الأولى التي فشل بعدها في الوصول لمرمى أصحاب الأرض ،ليس ذلك فقط بل فشل أيضاً في إيقاف خطورة نجوم البارسا. بداية اللقاء جاءت على عكس المتوقع ..دخل أوساسونا اللقاء مهاجماً في الدقائق الأولى من اللقاء بفضل الضغط الشديد من لاعبه وسط على لاعبي برشلونة في منتصف ملعبهم. ووضح منذ البداية عدم تأثر حسابات برشلونة بشكل كبير بالغيابات العديدة في صفوف الفريق ،وعلى الرغم من أن الأداء الكتالوني لم يكن كالمعتاد،لكن ذلك لم يحرم الفريق من تشكيل الخطورة على مرمى أوساسونا في ظل تفوق الثلاثي الخطير تشافي وفابريجاس وداني ألفيس لأنه من الصعب أن يتواجد هذا المثلث في أي مباراة ولا تكون له اليد العليا. نجح برشلونة في فرض حصار هجومي على لاعبي أوساسونا الذي تراجع لاعبوه للخلف بعد فترة من الهجوم،ومن هجمة منضمة للثلاثي الخطير أهدى تشافي تمريرة رائعة لفابريجاس داخل منطقة الجزاء في الناحية اليسرى ليسدد كرة أرضية زاحفة فشل ريسجو حارس أوساسونا في التصدي لها لتعلن عن اول أهداف القاء فس الدقيقة 14. الضغط الكتالوني لم يهدأ عقب الهدف في ظل تقهقر الضيوف للخلف ،ولم تمر سوى أربع دقائق حتى كرر الرائع تشافي تمريراته السحرية لفابريجاس داخل المنطقة الذي سدد كرة ساقطة "لوب " من أعلى الحارس ليزور الشباك للمرة الثانية محرزاً الهدف الثاني. توالت هجمات البارسا فتارة يسدد بيدرو ويبعدها الحارس ،وتارة نجد بيول "قلب الدفاع الكتالوني" في وضع إنفراد بحارس أوساسونا الذي ينقذ الموقف في التوقيت المناسب، كل هذا وسط غياب تام لهجوم أوساسونا وخط وسطه الذي وقف عاجزاً أمام الطوفان الكتالوني على الرغم من بدايته القوية للمباراة. الهدفان قادا اللقاء في الدقائق العشر الأخيرة إلى مرحلة من الفتور وسط أداء بأقل مجهود من نجوم البارسا وقلة حيلة من لاعبي أوساسونا الذين وقفوا عاجزين وأكتفوا بمحاولات تأمين دفاعاتهم على أمل الخروج بأقل عدد من الأهداف قبل لقاء العودة. ولم ينجح الإيراني جواد نيكونام وتيمور وسيخودو ومن أمامهم ديان ليكيتش في مجرد الوصول لمرمى بينتو بديل فالديس في حراسة البارسا طوال 40 دقيقة. الفتور إمتد لبداية الشوط الثاني الذي جاء هادئاً وسط سيطرة لبرشلونة على منطقة وسط الملعب ومحاولات خجولة من جانب لاعبي أوساسونا ولم تثمن ولم تغنهم من جوع. الدقيقة 59 شهدت دخول غير متوقع للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الأنفلونزا ليحل بيدلاً لبيدرو لترتفع وتيرة اللقاء نسبياً عن بداية هذا الشوط. تواجد بيول كثيراً في منطقة جزاء أوساسونا في دليل قوي على الراحة الكبيرة التي لعب بها دفاع فريقه اللقاء وكاد أن يضيف الهدف الثالث من تسديدة قوية مرت فوق العارضة. لم ينتظر ميسي كثيراً من أجل الظهور في اللقاء بعدما إخترق منطقة جزاء أوساسونا وإنفرد بالمرمى لكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيسر. حاول خوسيه لويس مينديليبار المدير الفني لأوساسونا تتحسين الصورة الهجومية لفريقه على أمل خطف هدف فقام بإشراك المهاجم رولاند لاما محل لاعب الوسط الفريدو سيخودو في الدقيقة 68،ثم عاد وأشرك بونال محل توريس. ميسي كان على موعد مع حدث نادر في الدقيقة 73 عندما نجح في إحراز هدف فريقه الثالث بضربة رأس أكثر من رائعة من عرضية فابريجاس وقلما ما يحرز ميسي أهدافاً برأسه. أجرى جوارديولا تغييره الثاني بإشراك اليكسيس سانشيز بدلاً من كوينكا المجتهد بعد الهدف ،وكاد ميسي أن يضيف الهدف الرابع لفريقه في الدقيقة 76 لولا تألق حارس اوساسونا. وعلى الرغم من أن تغييرات أوساسونا بالجديد في أداء الفريق ،فإن مديره الفني لم ييأس ودفع بتغيير هجومي عندما ألقى بالسنغالي إبراهيما كورقة أخيرة بديلاً ل خافيير انونزياتا.في المقابل أجرى برشلونة تغييره الأخير بإشراك سيدو كيتا بدلاً من سيسك فابريجاس. لم يكتف ميسي بهدفه الثالث بل نجح في إضافة الهدف الرابع في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من تسديدة رائعة من على حدود منطقة الجزاء لينهي اللقاء برباعية نظيفة.