وجه رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، انتقادات لاذعة للحملة الجوية للناتو في ليبيا التي انطلقت بموجب قرار دولي لحماية المدنيين، قائلاً إن الحلف الأطلسي أساء استخدام التفويض بمحاولاته تغيير النظام والاغتيالات السياسية والإحتلال العسكري، في أعنف هجوم يوجه الزعيم الإفريقي الذي قاد وفدي وساطة إفريقي لحل الأزمة الليبية بائت كلاهما بالفشل. وصرح زوما، في كلمته أمام البرلمان الوطني في كيب تاون، كساء الثلاثاء 14 يونيو، إن" تلك التحركات تقوض جهود الاتحاد الإفريقي لإيجاد حلول لأزمات تواجهها دوله الأعضاء". واتهم الحلف بتجاوز التفويض الممنوح له من قبل مجلس الأمن الدولي بالقرار الذي تبناه في مارس/آذار الماضي، لحماية المدنيين بكافة السبل المتاحة من حملة قمع عسكرية أطلقها القذافي لإخماد ثورة تطالب برحيله، وأجيز دعم الجامعة العربية والدول الإفريقية في المجلس الدولي، مضيفا "لقد انتقدنا سوء استخدام النوايا الحسنة في القرار 1973". وتابع: "نعتقد بشدة أن القرار أسيء استخدامه لغاية تغيير النظام والاغتيالات السياسية والاحتلال العسكري الأجنبي". يذكر أن زوما، الذي لم يدعو مطلقاً الزعيم الليبي، معمر القذافي، للتنحي، وكان قد ترأس بعثة للاتحاد الإفريقي زارت طرابلس في مايو وإبريل الماضي، بيد أن المسعى الإفريقي أخفق في وقف الحرب الأهلية في ليبيا. وتعززت الآمال لفترة وجيزة بحل وشيك للأزمة الليبية عندما أعلن زوما، إبان زيارته الأولى لطرابلس في إبريل، بقبول القذافي، من حيث المبدأ، بوقف إطلاق النار، بموجب خارطة طريق إفريقية لإحلال السلام، إلا أن العقيد الليبي واصل هجماته ضد المدنيين فيما رفض الثوار المبادرة. وتضمنت المبادرة الأفريقية أربعة بنود أساسية هي: الوقف الفوري لكافة أشكال العنف، وتعاون السلطات الليبية لتيسير نقل المساعدات الإنسانية، وحماية الرعايا الأجانب في ليبيا، وبدء محادثات تشارك فيها كافة الأطياف الليبية المختلفة، بما في ذلك المعارضة، بهدف إنشاء "فترة انتقالية شاملة" لاعتماد وتنفيذ "الإصلاحات السياسية الضرورية للقضاء على الأسباب التي أدت إلى الأزمة الراهنة." ويأتي هجوم الزعيم الإفريقي في وقت تتواصل فيه، وللشهر الثالث على التوالي، حملة الناتو الجوية، التي تقودها فرنسا وبريطانيا التي أعلن فيها مسؤول عسكري بارز، إن المهمة تنهك القوات البريطانية. وقال الأدميرال، مارك ستانهوب، للصحفيين في مؤتمر صحفي في لندن، الاثنين: ""لدينا التزام على نطاق صغير في ليبيا.. إذا قمنا به لفترة تزيد على ستة أشهر فانه سيتعين علينا إعادة ترتيب أولويات قواتنا.. وهذا لا يعني إننا لن نقوم بها." إلا أن وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، أعلن، الثلاثاء، إن حملة ليبيا أظهرت القدرات العسكرية للمملكة المتحدة، لافتاً إلى أن لها رابع أكبر موازنة دفاعية في العالم. ويشار إلى أن الحلف الأطلسي كان قد أعلن في وقت سابق تمديد عملياته الجوية لثلاثة أشهر، بعد أن لم يظهر الزعيم الليبي أي مؤشرات للتنحي بعد ثلاثة أشهر من القصف الجوي المتواصل على الكتائب الموالية، و تركز مؤخراً على مقره في العاصمة، طرابلس.