هزت سلسلة انفجارات شديدة وسط العاصمة الليبية طرابلس، فجر أمس، وتصاعد الدخان فوق مجمع الزعيم معمر القذافي المترامي الأطراف، الذي أصبح هدفا لهجمات جوية متكررة لطائرات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، في وقت ذكر فيه التليفزيون الرسمي أن موجة تفجيرات أخرى وقعت في سرت الساحلية، ومناطق أخرى. وأعلن مصدر عسكري ليبي أن القصف شمل مباني سكنية وخدمية بحي زاوية الدهماني في طرابلس، ما أدى إلى تدمير فندق، كما لحقت أضرار بمبنى وزارة الخارجية. وجاءت هذه التفجيرات وسط تزايد الانتقادات الموجهة للحلف على خلفية شكوك في طبيعة تدخله عسكريا في «حرب أهلية» بين الثوار المناهضين لنظام القذافي، والقوات الموالية له. وكان رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما وجه انتقادات لاذعة للحملة الجوية التي يقودها «الناتو» في ليبيا، والتي انطلقت بموجب قرار دولي لحماية المدنيين، قائلا إن الحلف أساء استخدام التفويض بمحاولاته تغيير النظام والاغتيالات السياسية والاحتلال العسكري. كما قام عشرة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، برفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس باراك أوباما، يتهمونه فيها ب«تجاوز صلاحيات» الكونجرس في العملية العسكرية، التي تشارك فيها أمريكا ضد نظام القذافي. وفي العاصمة الجزائرية، أعلنت فرنسا قبولها مشاركة ممثلين عن النظام بطرابلس في حوار وطني يتبع رحيل القذافي عن السلطة. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألن جوبيه في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي إن فرنسا «تهدف من خلال مشاركتها ضمن قوات الحلف إلى حماية المدنيين ووقف إطلاق النار وعودة كتائب القذافي إلى ثكناتها وتنحيه عن السلطة». وكشف جوبيه عن أن بلاده ستدعو إلى حوار وطني بعد رحيل القذافي يشارك فيه جميع الليبيين بمن فيهم ممثلون عن نظام طرابلس». وربط مراد مدلسي اعتراف بلاده بالمجلس الوطني الانتقالي بموقف الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.