تباينت وجهات النظر بين المشاركين في الجلسة الختامية من المؤتمر الإعلامي الدولي الأول والذي انطلقت فعالياته الأحد 16/5/2009، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض ودافع كل من المشاركين عن وجهات نظرهم من خلال استشهاد كل منهم بأمثلة من الواقع حيث استبعد مدير عام مؤسسة المدينة للطباعة والنشر محمد أمين الفال ما يعتقد البعض من اقتراب نهاية الصحافة الورقية في القريب العاجل ودعا أصحاب هذه الصحف إلى إعادة النظر في الوضع القائم لهذه الصحف بغرض حمايتها من ما اسماة الخطر الخارجي وكذلك الخطر الداخلي واتهم في الوقت نفسه أجهزة التحرير للصحف الورقية بإهمالها الإنسان الذي تعتمد عليه هذه الصحف في التطوير والإنتاج وأعرب الفال عن أسفه لعدم وجود دراسات محلية تعنى بعلاقة الصحافة بالسوق المحلي واتهم الصحافة المحلية بعدم احترامها القارئ حيث لازالت أساليب الدراسة القديم هي المعيار لقياس مدى قيمة الكاتب وقيمة ما تقدمه الصحيفة وطالب بإنشاء مركز للدراسات وتطوير هيكلة الصحف الورقية و إلا عانت من التراجع في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ووجود الصحافة الالكترونية .
ومن جهته برر الرئيس التنفيذي لشركة الطارق للإعلام سلطان البازعي اقتناعه باقتراب نهاية الصحافة الورقية بعدة أسباب أهمها غلاء أسعار الورق بسبب محاربة منظمات حماية البيئة لاقتلاع أشجار الغابات مما سوف يجعل سعر أنتاج الصحف الورقية باهظا في الوقت الذي يخرج منافسا قويا وبتكلفة اقل وقدرة أكثر تأثيرا وجذبا للقارئ خاصة من الجيل الحديث الذي أصبح يتعامل مع الوسائل الحديثة أكثر من الوسائل التقليدية بالإضافة إلى ما تملكه الصحف الالكترونية من قدرات تفوق الورقية سواء في سرعة بث المادة الإعلامية أو قدرتها على التفاعلية مع القارئ ومنحها القارئ الفرصة بالتزود بالمعلومة والتفاصيل كمعرفة المصادر التي اعتمد فيها الكتاب الالكترونية على سبيل المقال والتقصي الى ابعد مدى وقال البازعي أن الصحافة الالكترونية أحدثت تغيرا كبيرا في مجال تكوين الرأي العام حيث لم يعد الرأي العام يحتاج إلى آخرين لتشكيله وأصبح هو قادرا على تشكيل نفسه من خلال بث محتوى رسائله وأكد البازعي بأنه يجب على المؤسسات الإعلامية التقليدية إعادة التفكير في وضعها . وشبه ألحارثي المدافعين عن الصحف الورقية بانهم مثل من يتمنى استمرار قيمة النفط أمام اكتشاف بدائل اخرى من الطاقة الأخرى وان ذلك مجرد أمنيات وليست حقائق
واستغرب رئيس تحرير (جريدة الوطن ) ما يطرحه البعض من إعلان الحداد على الصحف الورقية وطالب في الوقت نفسه باستفادة الصحف الورقية من الإمكانيات المتاحة للتقنية الحديثة وملامسة ما يمكن ملامسته بقدر ا الإمكان وأيد الخاشقجي الدعوة إلى التغيير في ظل وجود عالم يتغير حولنا واستبعد ما يعتقده البعض من نهاية قريبة للصحف الورقية وقال أنها قد تضعف لكنها سوف تعمر طويلا خاصة في وجود الكثير من التعقيدات التقنية والقانونية وشجع في الوقت نفسه على استفادة الصحف الورقية من كل الإمكانات الحديثة سواء الانترنت أو التلفزيون أو الإذاعة من خلال ربط الصحف الورقية بها وحتى أجهزة الهاتف الجوال وأضاف أن الصحافيين الموجودين حاليا في الصحافة هم الوسائل الإعلامية الحديثة مشيرا إلى أهمية العنصر البشري في صنع الأعلام .. ودعا إلى الاهتمام بتدريب الجيل الحديث من الإعلاميين للاستفادة من كل ما يحدث من تطور إعلامي . والمح الدكتور محمد الحيزان الأستاذ المشارك بقسم الأعلام بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية أن ما يحدث من تطور كبير وسريع في وسائل الاتصال الالكتروني يجعل المتابع يجزم عن اقتراب نهاية الصحافة التقليدية وان ما يحدث من تطور مذهل يهدد بقوه الوسائل الإعلامية التقليدية جميعها وليست الورقية فقط واليت قال ان الكثير منها أغلقت أبوابها وتحول بعضها إلى صحف الكترونية وقال الحيزان انه يجب إلغاء المواد الدراسية المتخلفة والتي لازالت تدرس في كليات الإعلام واستبدالها بمواد دراسية تتلاءم مع ما يحدث من ثورة معلوماتية وتقنية في وسائل الإعلام
وقالت المستشارة في منظمة ( ايفرا ) العالمية سارة كلتين وليمز انه بلا شك سوف تعاني وسائل الأعلام التقليدية من المنافس الالكتروني ولكن ذلك لا يعني اقتراب نهايتها بل أن ذلك يدعو إلى وجود فرصة وليس تهديدا وهذا يعني ضرورة الاستفادة من جميع التقنيات ألحديثه لخدمة الصحافة الورقية والوسائل التقليدية .