أكد مستشار وزارة التعليم العالي والمشرف العام على العلاقات العامة والإعلام، الدكتور محمد الحيزان، أن استخدام التقنية الحديثة أصبح جزءاً لا يتجزأ من صناعة الإعلام، كما شكَّل التطور الذي شهدته هذه الصناعة مؤخراً نقلة نوعية في أساليب تقديمه، مبيناً أن شبكة الإنترنت قلبت الموازين. وأوضح الدكتور الحيزان أن المختصين حول مستقبل الصحافة الورقية انقسموا إلى قسمين، أحدهما يرى أنها ستختفي تماماً، وهو الرأي الذي يميل إليه شخصياً؛ لأنه أمر تدعمه حقائق اختفاء العديد من الصحف الورقية عن الصدور وصدورها بشكل إلكتروني، مستشهداً بصحيفة كرستيان ساينس مونيتر العريقة، التي اختفت إلى حد ما ورقياً فيما عدا نسخة يوم الأحد. ورداً على سؤال: هل يعتبر تقليل النفقات هو الحل حتى وإن لم تتوقف الصحف المطبوعة بشكل فوري؟ قال الدكتور الحيزان "أعتقد أنه إن حدث ذلك فإنه حتماً سيكون على حساب الجودة؛ ما يعني أن المحصلة النهائية هي التوقف عن الصدور إن عاجلاً أو آجلاً؛ إذ إن ضعف المنتج سيقود إلى ضعف إقبال القراء، ومن ثم ضعف التوزيع، وهكذا". وأضاف "وإن راهن البعض على أن تأثير النشر الإلكتروني السلبي على الورقي يمكن التغلب عليه، وأن الأمر لا يعدو سوى حلول وسيلة جديدة لا يمكن أن تقصي الوسائل التقليدية، إلى درجة أن هناك من لا يزال يفكر في إنشاء مشروع لإصدار صحف ورقية جديدة، فالواقع غير ذلك؛ لأن المسألة لا تتعلق بابتكار وسيلة جديدة كما كان عليه الحال حين اخترعت الإذاعة، أو ابتكر التلفزيون". وأردف مستشار وزارة التعليم العالي والمشرف العام على العلاقات العامة والإعلام "اعتقد البعض أن الجديد سيلغي القديم ويسحب البساط من تحت أقدامه، ولم يحدث هذا، فلا تزال الإذاعة قائمة، إذ إن الأمر يختلف تماماً، فنحن بصدد قناة جديدة تغير أشكال عرض الوسائل التقليدية "الإذاعة والتلفزيون والصحافة" فهي بديل عنها وليست منافسة". وبرهن الدكتور الحيزان على اعتقاده بأن شمس الإعلام التقليدي في طريقه إلى الأفول، بعدة مبررات منها: أن الجيل الجديد خلال الأعوام القادمة هو جيل الإنترنت، وأن مزايا هذه الشبكة في تحسن مستمر، فسرعة الشبكة في طريقها إلى أن تمكن مستخدميها من التصفح بشكل أكثر انسيابية، ومن مشاهدة المواد المرئية بصورة طبيعية، كما أنها توفر خاصية "السبق في نقل المعلومة"؛ ما يعني أن الصحافة الإلكترونية ستحرق أوراق الصحافة الورقية. أخيراً، فإن التقنية أصبحت متاحة بين أيدي الجميع، وفي تطور مستمر، مستشهداً في هذا الجانب بما أحدثته الهواتف الذكية التي باتت تسرع تقليص الاعتماد على الصحافة الورقية بشكل غير مسبوق. وأشار مستشار وزارة التعليم العالي والمشرف العام على العلاقات العامة والإعلام إلى أن تفاعل الصحف الورقية مع الظاهرة واضح، ويؤكد إلى حد كبير صحة اعتقاده؛ فهي لم تتوان عن تبني هذا الأسلوب الجديد، على الأقل من خلال تحميل النسخة الورقية (كصورة PDF، أو كمادة إلكترونية) على الشبكة، وهو ما تقوم به جميع الصحف السعودية حالياً دون تغيير جذري، باستثناء إضافات محدودة للغاية في مناسبات معينة (كنشر أسماء مقبولين في جامعات، أو ناجحين.... أو نحوه). وأوضح الدكتور الحيزان أن الأمر يجب أن يتجاوز ذلك إلى تطوير هذا الإجراء من خلال توظيف خصائص النشر الإلكتروني وسماته، من ذلك التحديث الفوري، واستخدام الوسائط المتعددة لعرض المادة الإعلامية وفقاً لما يتطلبه الحدث، وتطبيق خاصية التفاعلية بصورة متكاملة؛ إذ لا يمكن الاكتفاء فقط بعرض تعليقات القراء، وإنما يفترض أن يتم التجاوب مع المهم منها. وأكد الدكتور الحيزان أنه حين يتم الأخذ بهذه الإجراءات فهذا يعني أنه لن يبقى عليها إلا أن تتخلص من ثوبها الورقي، وهو ما سيحدث بالفعل، لافتاً إلى أنه من السمات الإلكترونية التي لا تزال الصحف السعودية تفتقد إليها؛ عدم وجود قواعد معلومات إلكترونية يمكن أن تتيح للقارئ العودة إليها كمادة أرشيفية فوراً حين قراءته لمادة جديدة.