اختتمت جلسات المؤتمر الدولي للإعلام الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام السعودية بالرياض على مدى اليومين الماضيين؛ بجدال ومداخلات ساخنة حول قضية مستقبل النشر الصحافي، ومدى تأثير الصحافة الإلكتروينة في مستقبل الصحف الورقية. وانتهت الجلسة الختامية للمؤتمر وعلامات الاستفهام لا تزال تدور حول مستقبل الصحافة الورقية في مواجهة الصحافة الإلكترونية. ليست في صالحها أكد الدكتور محمد الحيزان، مستشار وزير التعليم العالي عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام سابقا، أن التحديات تفرض على الصحف "تغيير النمط التقليدي إلى ما يتناسب مع القارئ". وأضاف: أن "الصحف الإلكترونية لم تتبلور حتى الآن؛ كي تستطيع أن تنافس الصحف الورقية". وقال في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الختامية للمؤتمر أمس: إن "التغيرات قد لا تؤثر بشكل عام في الصحف الورقية". وأشار إلى أنه "عندما اخترع التلفاز ظن كثيرون أن الإذاعة ستضمحل، لكن الواقع أثبت أن الإذاعة بقيت وتطورت بشكل أفضل". وذكر الحيزان "أهمية التطوير وتجديد وتحديث الطرق والوسائل". واستشهد بقصة "اللاعب الأمريكي الذي لاحقته الشرطة الأمريكية، وكانت تغطي الحدث قناة CNN مباشرة عبر أربع كاميرات من طائرات الهيلكوبتر، التي كانت تبث تفاصيل الحدث بالدقة للمشاهد". وقال: "توقف بث التفاصيل بعد أن اختبأ اللاعب المطارد في منزله، عندها سأل المذيع المراسل، فذكر أن المجرم لا يزال مختبئا في منزله، وفوجئ المذيع بأن الخبر أمامه على موقع رويترز، وأن المجرم قام بتسيلم نفسه للشرطة". وقال الحيزان: "في هذه الحالة يكون السبق". وأنهى مداخلته بقوله: "المؤشرات ليست في صالح الصحافة الورقية". باقية حتى 2050 من جهته؛ ذكر محمد أمين الفال المدير العام لمؤسسة المدينة للصحافة والنشر، أن "الصحافة الورقية في السعودية لديها إشكالات منذ 40 سنة". وقال: "على الجميع التكاتف الجماعي". وأكد، أن "ذلك التكاتف ليس له علاقة بالتنافس، وإنما بالتكامل، الذي تسعى إليه وزارة الثقافة والإعلام". وأكد، أن "الصحافة السعودية لا تحترم القارئ، ولا تملك دراسة في مجال الإعلام". وطالب الصحافة بالاستماع إلى القارئ ومعاملته كمستهلك. وأضاف، أن التوزيع لم يعد المصدر المالي الرئيس للصحيفة. وأكد، أن الفرصة لا تزال قوية للصحف الورقية "وستبقى إلى عام 2050". المشكلة في الطباعة واستغرب الكاتب الصحافي سلطان البازعي عنوان المؤتمر، وقال: "الإشكالية في مستقبل الطباعة وليس في مستقبل النشر الصحافي". وأشار إلى أن "الأمر سيكون في غاية الصعوبة بالنسبة إلى مستقبل الصحف الورقية، "حيث إن كثيرا من المهتمين بالبيئة يطالبون بوقف قطع الأشجار، التي منها ينتج ويصنَّع الورق". وأضاف أن هذا سيؤدي إلى "ارتفاع أسعار الورق". وذكر البازعي، أن "الرأي العام أقدر من جميع الأنظمة على تحديد المصير". وذكر قصة العريضة المقدمة عبر موقع إلكتروني بريطاني "تطالب بجمع أكبر عدد من الموقعين على إقالة رئيس الوزراء البريطاني". وأضاف أيضا قصة "القناة الأمريكية التي أنشئت من قبل أحد الرؤساء، واختار أن يقوم الشعب بإعداد برامجها، حتى أصبحت أفضل قناة أمريكية". وفي نهاية مداخلته؛ طالب البازعي "المؤسسات الإعلامية بإعادة التفكير في مسائل التطوير". وقال: "لا بد أن نستعد جيدا أو سنكون في ركب المتخلفين". الورقية باقية على العكس مما سبق؛ تحدث جمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة الوطن؛ بلغة الواثق من استمرار فاعلية ونجاح الصحافة الورقية، وقال: "نحن كرؤساء تحرير لا نخشى من الأفكار التي تؤكد أن الصحافة الورقية ستموت، أو أنها تحتضر". وأكد، أن الذي "يجب علينا هو التحديث والتغيير". وضرب مثلا بالتغيير الذي خرجت به (الوطن)، "وتعاملها مع الأحداث بدقة وقانونية، وتسخيرها جميع الوسائل من وسائط وجوال ومواقع إلكترونية وصحافية في تعاملها مع الأحداث". ودعا خاشقجي إلى "مواكبة العصر بما يتناسب ويرقى إلى مستوى القارئ". وأضاف أنه "لا يزال المجال مفتوحا أمام الصحافة الورقية". وأضاف: "أما الصحافة الإلكتروينة فلا تزال في طور التجربة". وشدد على تطوير وتدريب الكادر الإعلامي؛ "حتى يتمكن من العمل باحترافية عالية". وأنهى مداخلته مؤكدا أن "الصحف الورقية ستبقى ما بقي الورق".