اختتم أمس المؤتمر الدولي للإعلام بالرياض فعالياته بحلقة نقاش قدمها علي الأعسم بحضور نخبة من الإعلاميين، وتناولت هذه الحلقة موضوع "انتقال القراءة من الصحيفة المطبوعة إلى الصحيفة الإلكترونية"، وأوضح خلالها المشاركون مدى تأثير التحديات التي تواجه الصحافة الورقية. وفي هذا السياق قال رئيس تحرير "الوطن" جمال خاشقجي" إن علينا أن نواكب التغيير العالمي، وإن الصحافة الورقية تعاني من الموت، ويجب أن نؤمن بالتغيير. وأضاف: عندما أخرجنا صحيفة الوطن في شكلها الجديد لم نرد أن ننافس الصحف الأخرى، وإنما أردنا أن نستهدف الإنترنت وعالم الشبكة العنكبوتية، وقال "حين كنا نهتم بتدريب منسوبي المؤسسة على الصياغة داهمتنا التقنيات الجديدة، وحين كنا نهتم بالتدريب على التقنيات الجديدة داهمتنا أنواع أكثر تقدماً تقنياً، وهذه هي متغيرات الحياة، ونحن حريصون في "الوطن" على مواكبتها أولَ بأول، ولعل في حادثة إنقاذ المرأة في حائل على يد شابين أوضح دليل على استخدامنا لكل تقنيات الإعلام الجديد، فقمنا بكتابة الخبر على النسخة الورقية ثم حدثناه على النسخة الإلكترونية ووضعنا روابط لمقاطع مرئية حصلنا عليها ووضعناها في الموقع، ولكن في هذه النقطة هناك مسائل قانونية حول الملكية الفكرية وغيرها من الأشياء المتعلقة بالصوتيات والمرئيات، فمثلاً: الكاتب محمود صباغ كتب مقالة عن قصيدة في البرازيل وصلت إلى مكة في الثلاثينيات الميلادية وغناها فوزي محسون نستطيع - مثلاً - وضع رابط للأغنية في الموقع، ولكن أيضاً هناك مسائل قانونية مرتبطة بها، وهذه إشكالية من إشكاليات التفاعل مع جميع الوسائل المرئية والسمعية وربطها بالصحف". وأكد خاشقجي أن "الصحافة الورقية باقية ما بقي الورق إلى أن يخرج عالم من معمله ويخرج من جيبه منديلاً ويحوله إلى صحيفة"، وأضاف "التفاعلية بالتأكيد لا تكون إلا في الصحافة الإلكترونية ولكن بإمكان الصحف تطوير مواقعها الإلكترونية وجعلها موائمة ومواكبة للتغيير وتصبح تفاعلية بشكل كبير ويحتاج العاملون في الصحافة إلى التدرب على التقنيات الحديثة". أما أمين عام مؤسسة المدينة للصحافة والنشر محمد الأمين الفال فقال: إن مشكلتنا تتمثل في وجوب تطبيق النماذج السابقة في الصحافة وكأننا لا نواكب التغيير، فقبل أن أتكلم عن الخطر يجب أن نتحدث عن الخلل الداخلي، وأنا أعتقد أن النشر الإلكتروني يشكل خطورة، لكنه في الوقت نفسه يمكننا من استغلاله وتطوير الصحافة الورقية باستخدامه، وأضاف "ومشكلة الصحافة السعودية أنها لا تمتلك دراسات في كيفية استمرارها صحافة، فكيف تستمر صحافة لا تحترم قارئها ولا تملك استراتيجيات، ونحن أمام خطرين الأول ظهور الشبكة الرقمية والآخر عدم وجود دراسة توضح كيف صارت الصحافة السعودية بعد التغيرات العالمية". أما المستشار الإعلامي سلطان البازعي فأكد أن الإشكالية تكمن في ارتفاع تكاليف الطباعة، وقال: كلما ارتفعت تكلفة الورق ارتفعت تكلفة طباعة الصحيفة، والصحافة الإلكترونية تمكنك من معرفة تعليق القراء وتفاعلهم مع ما يكتب وآرائهم، وهناك كتاب وصحفيون يتابعون مواقع صحفهم حتى يعرفوا ما كتب من تعليق عليها، وهذا ما لا يمكن أن يكون في النسخ الورقية، كما أننا يجب أن نواكب هذا التغير كي لا نكون في الخلف وليس في المقدمة". وتحدث الدكتور محمد الحيزان عن مدى تأثير النشر الإلكتروني على الصحافة وهو موضوع – كما يقول – أزلي، ومفهوم النشر الإلكتروني لم يتبلور بعد، ويعد النشر الإلكتروني واسعاً، حيث إنه يشمل مجالات عديدة وباعتقادي أن التأثير لن يكون محدوداً، بل سيكون كاسحاً، ووسائل الإعلام لن تنقرض، بل ستصبح في قالب جديد. أما المستشارة في منظمة إفرا سارة سانتيكن فقالت: إن هناك جدلاً حول الوسائط المتعددة: هل تشكل تهديداً أم هي فرصة للتطوير؟، وأضافت "الوضع الحالي لغرف الأخبار أن الهيكل التقليدي يتمحور إلى موعد محدد، والآن لدينا التقنيات الحديثة التي يمكن توظيفها إلى هذه الغرفة الإخبارية، والسؤال: كيف يمكن لهذه الأجزاء أن تعمل معاً وهذا هو الجزء المثير للاهتمام، ويمكن لنا أن نستخدم أكثر من وسيلة ونموذج للوصول إلى النتاج المرغوب فيها، كما أن هناك محددات طبيعية معينة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حين نود اتخاذ قرار ما". وأكدت أن الإنترنت فرصة وليست تهديداً، وأنه يجب على الجميع جدية التفكير في تغيير غرف الأخبار لكي تواكب التقنية، من خلال دمج الوسائل المتعددة والتقنيات وتوظيفها في هذه الغرفة. الوطن السعودية