سيدات أعمال جدة فتحن النار باتجاه أعداء نجاح المرأة, على حد قولهن, وخصصن إدارة مجلس جدة للتسويق, المسؤول الأول عن تنظيم منتدى جدة الاقتصادي؛ بدعوى تهميش دور المرأة السعودية ومنعها من المشاركة في الأنشطة الاقتصادية, حيث حصر المشاركة في الرجال في الدورة التي اختتمت الشهر الجاري. (عناوين) أجرت حوارا مع مضاوي الحسون عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة, وكشفت عن ملابسات القضية.. • لماذا مُنعت المرأة من المشاركة في منتدى جدة الاقتصادي لهذه الدورة فقط؟ لقد فوجئنا بهذا القرار, على الرغم من الخبرات التي تمتلكها المرأة السعودية لإثراء المنتدى. • ماذا يعني ذلك في رأيك؟ هذه الخطوة تعيد المرأة السعودية إلى الوراء وهي لم تتنفس فرص النجاح حتى الآن. • ما ردة فعل سيدات الأعمال تجاه التهميش على حد وصفك؟ سيدة الأعمال والمرأة السعودية بصفة عامة لم تكن راضية عن هذه الخطوة, واعتبرتها تجاهلا لكل ما قدمته المرأة السعودية من جهد في خدمة المجتمع والحراك الاقتصادي. • ماذا فعلتي أنت وسيدات الأعمال الأخريات بعد قرار المنع، وما ردة فعل القائمين على المنتدى؟ قمت ومجموعة من عضوات الغرفة بالاتصال بعبد العزيز بن صقر رئيس المنتدى لهذه الدورة, ولم يكن رده مقنعا, بل وصفنا واتهمنا بأن مشاركتنا في الاقتصاد ليست أساسية أو مؤثرة. • كيف واجهت ذلك الاتهام؟ بعد أن فشلت محاولتنا في إقناع القائمين على المنتدى, قررنا عدم الحضور واتصلنا بجميع سيدات الأعمال وطلبنا منهن مقاطعة المنتدى. • وبماذا تفسرين تصريح رئيس المنتدى بأن عدم حضور المرأة في المنتدى كان بسبب انشغالها بالأفراح؟ هذا تصريح العاجز, وهو تبرير للفشل في إشراك المرأة, فمتى كانت الأفراح تشغلنا عن الحضور في مثل هذه المناسبات المهمة والمجدولة في الأصل؟ وإذا كان رئيس المنتدى يقول ذلك أليس هو ممن يحضر الأفراح أيضا؟ • كثر الحديث عن الاختلاط في منتدى جدة وأنه كان السبب الأساسي للمنع؟ لم يصرّح أي أحد من القائمين على المنتدى بذلك, لكن من وجهة نظري إذا ربطنا كل شيء بالاختلاط فإن الأمور ستكون أكثر تعقيدا, لأن من يحاربون الاختلاط سوف يقضون على المرأة, خاصة إذا علمنا أن المرأة السعودية لديها تربية دينية سليمة ولديها تجارب في مشاركة الرجل منذ القدم, وإذا تحدثنا عن الاختلاط فإن الخدمات الطبية الحالية يعمل فيها الرجل والمرأة جنبا إلى جنب, ومع ذلك لم يحدث ما يعكر صفو ذلك التعاون, لكن المشكلة أن تتم محاربة أي خطوة تجاه فتح المجال لمشاركة المرأة في جميع المجالات, خاصة القطاع التجاري، فالمرأة السعودية ظلت فترة طويلة مغيبة, وهذا أثر في تحركاتها وحصر نشاطها.. ونجاح المرأة السعودية عالميا يدل دلالة واضحة على أن مضايقتها هي قتل لإبداعها, بدليل أنها استطاعت في ظل توفير الإمكانات أن تحقق نجاحا سجل للمرأة السعودية في المحافل الدولية, ومن ذلك أن إحدى السعوديات حاليا ضمن مجلس (ناسا) للفضاء. • خاضت مضاوي الحسون تجربة في إبراز دور المرأة.. حدثينا عن هذه التجربة؟ منذ اللحظة التي دخلت فيها إلى العمل التجاري وأنا أحاول إيصال رسالة المرأة السعودية, ولذلك واجهت حربا شرسة من المجتمع في المرحلة الأولى, وهو الذي تعوّد على أن المرأة مقرها المنزل أو العمل في مهنة التدريس بعيدا عن الاختلاط, وهذا الأمر خلق صعوبة أمامي, لكن بعد محاولات ومواجهات مع الهجوم الذي تعرّضت له, استطعت أن أقدم المرأة السعودية, حتى بات لها حضور في المحافل الاقتصادية على وجه التحديد, وهي التي كانت مختفية طوال سنوات ماضية.