أكدت مجموعة من سيدات الأعمال أهمية الدور، الذي تلعبه المنتديات الاقتصادية في الكشف عن الرؤى والتوجهات، التي تخدم القطاع الاقتصادي في مختلف المجالات، وتفاؤلهن من المنتدى الاقتصادي الحادي عشر، وعلى الرغم من الموافقة الجماعية على أهمية إقامة المنتديات الاقتصادية وتحديدًا منتدى جدة الاقتصادي؛ فإن البعض منهن اعتبرن أن رسوم الاشتراك، التي تصل إلى 1000 دولار بمكانة حائط صد يمنع الكثيرات من سيدات الأعمال من المشاركة والاطلاع على ما يطرح من قضايا اقتصادية. وأكدن أن ملامسة قضايا الوطن المحلية والتركيز على طرح قضية (الطبقة الوسطى) أهم ما يميز منتدى جدة الاقتصادي في دورته الحادية عشرة، مشيرات إلى ان التركيز على المتغيرات الاقتصادية في القرن ال21 من شأنه مصلحة الوطن والمواطن. وترى سوسن شادلي “سيدة الأعمال”: منتدى جدة الاقتصادي بدأ عالميًا وسيكمل مسيرته العالمية، فهو لا يستهدف شريحة معينة من المجتمع، بل هو يناقش اقتصاديات الدول وتجاربها والتحديات التي تواجهها، لذلك نجد أن أجندة المنتدى تخلو من طرح قضايا محلية بشكل مباشر تهم سيدات الأعمال أو رجال الأعمال المحليين، حيث إن هذه القضايا يجب أن تحدد لها منتديات خاصة فيها، وأنا أتفق مع القائمين على المنتدى أن يظل منتدى جدة الاقتصادي يحمل الصبغة العالمية سواء في أجندته أو ضيوفه أو المتحدثين والمشاركين فيه، فنحن كسيدات أعمال نحتاج إلى ثقافة خاصة من هذا النوع، وعلى الرغم من ذلك نجد أن المنتدى لهذا العام حمل بين طياته مناقشة موضوع محلي مهم، وهو بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة. كما لا ننسى أن وجود هذه الكوكبة من الضيوف الدوليين ومزجهم بالضيوف المحليين من أهم أحداث منتدى جدة الاقتصادي، التي تثمر تواصلًا جيدًا بين الطرفين، وبناء شبكة علاقات عامة واسعة، لذلك نجد أن شريحة كبيرة من سيدات الأعمال تهتم كثيرًا بحضور حفل الافتتاح، نظرًا لتواجد جميع الشخصيات المهمة في حفل انطلاقة المنتدى. ومن هنا تبدأ سيدة الأعمال السعودية عملها، حيث تتاح لها فرصة أكبر للتواصل مع الضيوف البارزين والشركات الكبرى وصناع القرار ورجال الأعمال ونظيراتها من سيدات الأعمال على المستوى العالمي. * تواجد المرأة وتذكر هويدا سمسم من خلال المنتدى الاقتصادي: سعت المرأة لأن تثبت نفسها ووجودها بقوة على الساحة الاقتصادية لتخرج من عزلتها، ويصبح لها تواجد في كل المناسبات. وقالت: تدخل موضوعات المرأة، ولا يوجد هناك تهميش لكن خطوة بخطوة سنصل للهدف وهو النهوض بالمرأة اجتماعيًا واقتصاديًا. وتضيف سمسم: يجب أن تكون هناك توعية جيدة للمرأة بحقوقها؛ فالتربية من الأهل والمجتمع، الذي يفكر بصورة خاطئة هو السبب الرئيس في الحيلولة دون النهوض بالمرأة؛ فالسبب يعود للعادات والتقاليد وبعض العقول التي لا تزال تنظر للمرأة بنظرة قاصرة. في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين للمرأة، فنحن سيدات الأعمال موجودات منذ زمن في السوق، ولكن كانت السيدة السعودية متخفية نتيجة نظرة المجتمع وتفكيره، لكن الملك عبدالله أعطى دعمًا واضحًا للمرأة، من حيث تذليل المعوقات التي تواجهها المرأة؛ حيث أعطاها صلاحيات وعمل لها قسمًا في كل وزارة حتى لو كان صغيرا ومبتدئا. المهم أن هناك دعمًا وتسهيلات من الخدمات للمرأة من حيث تسهيل وتذليل تلك العقبات، وهناك تشجيع لإتاحة الفرص وطرح الموضوعات التي تواجهها المرأة بالعموم ليس اقتصاديا فقط بل نفسيا واجتماعيا. أكدت رانية سلامة رئيسة لجنة شابات الأعمال ورئيسة مؤسسة عربيات الدولية: لا نستطيع أن نقول إن هناك مقاطعة من قبل سيدات الأعمال ورجال الأعمال لمنتدى جدة الاقتصادي، لكن ما حدث العام الماضي في منتدى جدة الاقتصادي العاشر من عدم الإقبال عليه قد يعود إلى إسناده إلى شركة منظمة، إضافة إلى القضايا التي ناقشها في العام الماضي لم تكن بالمنتظرة كذلك شعرنا أن هناك فجوة بين الجلسات والقضايا التي نوقشت وبين مجتمع الأعمال. وحول تركيزه على القضايا العالمية أرجعت ذلك إلى أن المنتدى منذ ما بدأ وكان اتجاهه نحو القضايا العالمية وتسليط الضوء عليها لأن هناك حضورًا كبيرًا دوليًا، لذا لا يمكن أن يكون التركيز فقط محليًا لا بد من تنوع القضايا التي تطرح، خاصة أن اقتصادنا كدولة مرتبط باقتصاد العالم ككل. إضافة إلى وجود منتديات لدينا كمنتدى الرياض يناقش قضايا محلية. * خدمة القضايا المحلية وتؤكد سيدة الأعمال أماني عبدالواسع أن منتدى جدة الاقتصادي لا يخدم قضايا سيدات الأعمال، بل يدعم أصحاب المشروعات الكبيرة وأصحاب الأموال الطائلة ومن (الهوامير) ولا يتطرق إلى أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وأغلب سيدات الأعمال لدينا بنسبة 90% يمتلكن صالونات ومشاغل، فكلها تندرج تحت المنشآت الصغيرة ونحو 10% يمتلكن مشروعات متوسطة أو فوق المتوسطة. وهذه ليست بالمشروعات الكبيرة فجميع القضايا التي تناقش عالمية فتركيزه دولي أكثر منه محلي. وتعتبر بالنسبة لنا نقطة ضعف في المنتدى لعدم تطرقه ووضعه في عين الاعتبار لقضايا تناقش احتياجات سيدات الأعمال من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وتذكر أماني: إضافة إلى ذلك نجد أن ارتفاع الرسوم المطلوبة للاشتراك للمنتدى الاقتصادي مرتفعة؛ فهي بحدود ألف دولار، فالمفترض أن المنتسبين للغرفة يكون لهم حق الحضور بمبلغ معتدل غير مبالغ فيه، مشيرة إلى أن العضو لا يستفيد من حضور المنتدى، لتذهب هذه الرسوم لصالح المنتدى وأضافت: من المفترض أن الرعاة يتحملون جميع التكاليف، وليس نحن الأعضاء بتحميلهم تكاليف لا يستفيدون من ورائها أو على الأقل يطالب بدفع رسوم الحضور من هم ليسوا بأعضاء بالغرفة. * تجمع القادة وترى خلود عبدالعزيز الدخيل نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الدخيل: المنتدى الاقتصادي من الملتقيات المهمة والكبرى لتجمع قادة الأعمال التجارية لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية ومحاولة إيجاد الحلول، كذلك توفير وسيلة من أجل تعزيز الشراكات القائمة واستكشاف طرق جديدة من أجل النهوض ووضع خطة عمل لتحقيق مستقبل غني بالتعاون الاقتصادي والحوار الثقافي والتجديد، إضافة إلى أن مشاركة المرأة في مثل هذه المنتديات سيعود عليها بالخبرة وفتح مجالات استثمار واسعة، خاصة أن المرأة لها مساهمات قوية واستثمارات كبرى في سوق العمل. * المنتديات الاقتصادية ازدهار باتوبارة أكدت الدور المهم، الذي تلعبه المنتديات الاقتصادية، وأضافت: لا بد من الأخذ بعين الاعتبار على القائمين للمنتدى على الدور الذي تلعبه المرأة وأن تكون لها مشاركة بارزة، ولا تقتصر على العنصر الذكوري في وقت وجدت المرأة فيه كل الدعم من ولاة الأمر؛ إذن لماذا نجد تقصدًا متعمدًا حول غياب المرأة السعودية من قبل القائمين على المنتدى الاقتصادي وحرصهم على تواجد عناصر نسائية أجنبية هل هي (عقدة الأجنبي) رغم أننا في المملكة لدينا نماذج تضاهي الضيوف اللاتي يؤتين كضيفات بالمنتدى. واعتبرت نشوى طاهر رئيس اللجنة التجارية بغرفة جدة أن ملامسة قضايا الوطن المحلية والتركيز على طرح قضية (الطبقة الوسطى) أهم ما يميز منتدى جدة الاقتصادي في دورته الحادية عشرة، التي تنطلق غدًا السبت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ويستمر على مدار (4) أيام بفندق جدة هيلتون. وقالت: ستكون المشاركة المحلية الكبيرة المتمثلة في تواجد عدد من المسؤولين يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مهمة جدًا، لأنها ستعطي أنموذجًا رائعًا للحوار الحضاري بين المسؤولين والمواطنين، خلال الجلسات التي ستركز على متغيرات الاقتصاد السعودي في القرن الجديد، إضافة إلى الحديث على مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، تطبيقًا على كارثة السيول التي واجهتها مدينة جدة خلال الفترة الماضية. وشددت على أهمية استثمار هذه المنتديات الكبرى، وعلى رأسها منتدى جدة الاقتصادي الذي اكتسب سمعة عالمية كبيرة على مدار سنواته العشر الماضية، لإيجاد هذا الحوار البناء بين المسؤول والمواطن، ما يؤدي إلى الكثير من التناغم والانسجام بين الجهات التنفيذية والمواطنين.. الأمر الذي يساعد بشكل كبير على وجود حلول واقعية لكل المشكلات، التي يمكن أن تواجهنا.. ويعود بالنفع العام على الوطن. * القطاع الصناعي من جانبها تمنت ألفت قباني نائب رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة أن يحظى القطاع الصناعي في المملكة بجانب كبير من النقاشات خلال الجلسات العلمية للمنتدى، مشيرة إلى أن الصناعة تمثل المستقبل الحقيقي لأي اقتصاد واعد، وعندما يأتي الحديث عن (تحديد معالم مستقبل المملكة اليوم واستغلال طاقات الاقتصاد السعودي) لا بد أن نضع على رأس أولوياتنا مناقشة التطور الكبير، الذي ينبغي أن يحدث في القطاع الصناعي، لا سيما أن هناك محورًا مهمًا في المنتدى يتناول (أولوية الإنتاجية.. وتسخير التكنولوجيا لتلبية حاجة المملكة إلى الإنتاجية). وفي رأيي أنه من أهم الموضوعات المطروحة، الذي ينبغي أن يؤدي إلى مخرجات كبيرة تساعد على تقديم حلول فعلية للمشكلات التي تواجه الصناعيين في المملكة. وأشارت إلى أن أهم ما يميز منتدى العام الجاري هو التركيز بشكل كبير على القضايا المحلية، وقالت: جميعنا يسعى للحفاظ على الشهرة العالمية للمنتدى، التي ستتمثل في مشاركة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ونائب رئيس الحكومة الروسية، لكننا في الوقت نفسه سعداء بطرح قضايا الوطن في هذا المحفل الكبير، وشخصيًا أكدت منذ سنوات أن (أي فعاليات لا تعود بالنفع على الوطن والمواطن فلا فائدة منها). * ملامسة الاحتياجات في المقابل ترى سيدة الأعمال غادة غزاوي أن منتدى جدة الاقتصادي جاء في وقت أشد ما تكون مدينة جدة بحاجة إليه ربما يعيد رونقها وحيويتها، التي كادت تذبل بعد تلك الكوارث التي توالت علي مدينة جدة لعامين متتاليين فلعله يسهم في تحسين صورة جدة والتعريف بها أمام العالم. وتشيد غزاوي بمحاور المنتدى التي جاءت لتلامس الاحتياجات وتخصيص جلسة بعنوان أقوى من الكوارث وتطوير بنية تحتية للتعامل مع الكوارث الطبيعية، التي تسلط الضوء على العهود الأخيرة التي أصبحت الكوارث الطبيعية أكثر عنفًا ولا شك لها آثار اقتصادية. كما تتمنى أن يعود المنتدى بشكله القوي، الذي عودنا من قبل وخلق جسور تعاون بين الدول من خلال متحدثين ذوي خبرة عالية تساهم في رفع المستوى الاقتصادي للأفراد وتبادل الصفقات التجارية، التي لطالما تمت في أروقة المنتدى بشكل دائم. * مشاركة المرأة وتخشى مضاوي الحسون سيدة الأعمال من تهميش المرأة كمتحدثة؛ فالمرأة لها الحق أن تمثل في المنتدى مثل الرجل هذا كونها تساهم وبشكل كبير في الاقتصاد، ولقد وصلت المرأة السعودية للعالمية، وحصدت جوائز عالمية، وتمثل وطنها بالعديد من الدول والمحافل العالمية، فليس من حق المنتدى أن يتجاهلها كما حدث بالأعوام السابقة. كما تأمل ألا يحيد المنتدى عن أهدافه التي تأسس من أجلها كونه منتدى عالميًا وليس محليًا، فالمحلية جزء بسيط من الهدف العام، فالهدف العالمي هو جلب الاقتصاد والنظريات الحديثة، وقصص النجاحات والعقول المفكرة في زيادة الوعي والعمل على الاستفادة من الخبرات المحملة بالفائدة وألا نغلق أنفسنا على أنفسنا؛ فهناك من يعمل على المحلية من منتديات أخرى تلقي الضوء على الاحتياجات المحلية والاستفادة منها على الصعيد العام سواء كان رجالًا أم نساءً؛ فلنترك الفرصة لعالمية المنتدى للاستفادة بأكبر قدر ممكن من النجاحات العالمية، كما تأمل أن يكون المتحدثون على مستوى من الإفادة وليست مجرد أسماء فمدينة جدة علامة فارقة تتمنى ألا تفقد قيمتها التي كانت وستظل رغم أي ظروف. * تحسين الاقتصاد وترى زيزي بدر أنه لا بد من تسليط الضوء على الفكر؛ فالفكر الثري هو المعيار الأساس لنجاح المشروعات وتحسين الاقتصاد والتطور، فهي تستشهد بمقولة يوسف إدريس حين قال (عجبت لهذا الزمن من فقر الفكر وفكر الفقر)، وترى أننا نمتلك مفردات وأدوات تؤهلنا للنجاح وتحسين مستوي الدخل لدى الأفراد والنهوض بالمجتمع اقتصاديًا وعلى المجالات كافة. وتثمن زيزي بدر دور منتدى جدة الاقتصادي، الذي أضاف الكثير للمرأة والشباب كما تؤمل على المشروعات والمنشآت الصغيرة وترى من ضرورة متابعتها وتقيمها في نفس الوقت ووضع خطط مستقبلية لها، كما تتمنى أن تفتح مجالات للمرأة أكثر من خلال المنتدى وخلق فرص أكبر من أن تكون المرأة (كاشير) بل ينبغي أن توجه المرأة وبشكل صحيح وإعطائها تسهيلات على أرض الواقع بعيدة عن الوعود فقط والاهتمام بفئات متنوعة. وتابعت: المنتدى الاقتصادي يضيف ألف فكرة وفكرة غير أننا لا نريد أفكارًا مجردة وتنظيرًا بل نريد أفكارًا تُفعّل بأرض الواقع، حتى نشعر بأهمية مثل تلك المنتديات، التي تأتينا بمكانة انتعاشة على الأصعدة كافة.