اعتقلت الشرطة الفرنسية، 64 شخصا من متظاهري (السترات الصفر)، ظهر السبت (15 ديسمبر 2018م)، خلال الاحتجاجات التي استؤنفت للأسبوع الخامس على التوالي، واندلعت مشاحنات بين المتظاهرين والشرطة وسط باريس. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب كميات صغيرة من الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات من المحتجين كانوا يسيرون في الشوارع الجانبية قبالة شارع الشانزليزيه الشهير في العاصمة الفرنسية وبعضها لا يزال يتدفق. وبدأ أصحاب السترات الصفر في فرنسا بالتوافد إلى الشوارع في تحركهم الخامس بأعداد أقل بشكل ملحوظ من الأسبوع الماضي. وكانت قوات الأمن حافظت على مستوى انتشارها واستراتيجيتها في باريس، إلا أن أعداد عناصر الأمن المنتشرين في جموع فرنسا انخفضت من 89 ألفا الأسبوع الماضي إلى 69 ألفا اليوم. وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت أن الوجهات السياحية الرئيسية كمتحف اللوفر وبرج إيفل والأوبرا والقصر الكبير مفتوحة، وتعمل بشكل طبيعي أمام الزوار. ومن المفترض أن فرنسا كانت على موعد مع سبت صعب، مع تمسك أصحاب السترات الصفر بمواصلة الاحتجاج. وأعلنت السلطات الفرنسية، (الجمعة)، نشر عشرات الآلاف من الشرطة في أنحاء البلاد، ونحو 8 آلاف في باريس، السبت، لمواجهة موجة جديدة من احتجاجات السترات الصفراء، رغم افتقاد الحركة للزخم على ما يبدو بعدما قدم الرئيس إيمانويل ماكرون تنازلات. وقال رئيس شرطة باريس إنه ما زال هناك قلق من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات، وسوف تتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي”، وأضاف قائد الشرطة، ميشيل ديلبييش، لإذاعة (آر.تي.إل) “يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ”. وتوقع أن يكون أثر الاحتجاجات على الأعمال في العاصمة أقل بالمقارنة بأيام السبت في الأسابيع الماضية، عندما أغلقت متاجر كبيرة أبوابها، وألغت الفنادق الحجوزات رغم ازدحام تلك الفترة في العام مع اقتراب عيد الميلاد. وتأتي التظاهرات هذا السبت بعد أيام من قيام مسلح بإطلاق النار على مجموعة من الأفراد في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ في شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر. وقتلت الشرطة المسلح في تبادل لإطلاق النار (الخميس)، بعد يومين من المطاردة.