أطلقت شرطة مكافحة الشغب في فرنسا الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه اليوم (السبت) خلال اشتباكات مع محتجي "السترات الصفراء" الذين يحاولون كسر الأطواق الأمنية في شارع الشانزليزيه في باريس في احتجاج على ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 122 شخصا. وأغلق محتجو السترات الصفراء طرقا خلال المظاهرات التي بدأت قبل أكثر من أسبوعين في مختلف أنحاء فرنسا فيما يمثل أحد أكبر وأطول التحديات التي واجهت الرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه المنصب قبل 18 شهرا. وفي باريس اشتبك محتجون ملثمون مع الشرطة في شارع الشانزليزيه وألقوا مقذوفات. وقالت الشرطة إن ستة من رجال الشرطة و14 محتجا أصيبوا، لترتفع الحصيلة إلى 65 شخصاً من بينهم 11 فرداً من الأمن. كما أكدت قناة "العربية" إصابة مصورها الذي كان يغطي الحادثة. وأعلنت قناة RT الروسية إصابة اثنين من صحفييها. وأوضح مراسل القناة الروسية الناطقة بالفرنسية، لوكا لاجي، أنه أصيب برصاصة مطاطية في وجهه بعد استخدام الشرطة للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في شوارع المدينة. ونقل الصحفي المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب للصحفيين "نحن ملتزمون بالحوار ولكن نريد أيضا احترام القانون (...) أنا مصدوم من الهجمات على رموز فرنسا". وتجمع مئات من محتجي السترات الصفراء تحت قوس النصر في أول شارع الشانزليزيه وغنوا النشيد الوطني الفرنسي وهتفوا باستقالة ماكرون. وبعد ساعات من المناوشات في الصباح بدا أن الشرطة نجحت في إخلاء المنطقة حول قوس النصر ولكن المحتجين عادوا. واندلعت اشتباكات في شوارع متاخمة أيضا حيث جرى تهشيم نوافذ سيارات وتم إشعال النيران في سيارتين على الأقل. وتجمع آلاف من محتجي السترات الصفراء الذين ليس لهم قائد وينظمون أنفسهم عبر الإنترنت في باريس للمرة الأولى قبل أسبوع. ويشير اسم السترات الصفراء إلى السترات الصفراء الفوسفورية التي يتعين على جميع السائقين في فرنسا تزويد سياراتهم بها. وفاجأت احتجاجات السترات الصفراء ماكرون وهو يحاول زيادة شعبيته التي انخفضت إلى نحو 30 في المئة.