فشل إعلان فرنسا تعليق الزيادات في ضريبة الوقود لمدة ستة أشهر في تهدئة متظاهري «السترات الصفراء» الذين صعدوا لهجتهم أمس، في «السبت الرابع» لاحتجاجاتهم وطالبوا باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأعلن نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، أن نحو 31 ألف شخص شاركوا في تظاهرات حركة "السترات الصفراء" في أنحاء فرنسا السبت، مشيرا إلى اعتقال 700. وتعالت هتافات من المحتجين تطالب ماكرون بالاستقالة، واصفين إياه ب «الدكتاتور». وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين الذين احتشدوا قرب القصر الرئاسي وحول منطقة التسوق الراقية وقوس النصر، فيما انتشرت مدرعات قرب قوس النصر لمواجهة المظاهرات. ووقعت صدامات عنيفة قرب جادة الشانزليزيه بين الجانبين. وأعلنت السلطات الفرنسية التعبئة العامة، ونشرت 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء البلاد لتفادي تكرار حوادث الأسبوع الماضي من مواجهات تحت قوس النصر وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب. ووصف وزير الداخلية، كريستوف كاستانير «السترات الصفراء» بأنها «وحش خرج عن السيطرة» وقال إن «الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه»، في إشارة إلى الحركة التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديداً بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لكن باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات وآخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية. وقال كاستانير لموقع بروت الإخباري الإلكتروني أمس «أخذنا الاستعداد لرد قوي»، وناشد المحتجين السلميين عدم الوجود في نفس المكان مع «مثيري الشغب». وأضاف «مثيرو الشغب لن يكونوا مؤثرين إلا إذا تخفوا وراء السترات الصفراء. العنف ليس وسيلة جيدة على الإطلاق لتحصل على ما تريد. الآن وقت النقاش». واعتبر المدير العام للدرك الوطني ريشار ليزوري، أن هذه التدابير «غير مسبوقة». ودعت سفارات عدد من الدول رعاياها بالتزام الحذر عند تنقلهم داخل العاصمة أو إرجاء سفرهم. وطلبت سفارة الولاياتالمتحدة من رعاياها «تجنب التجمعات»، بينما طلبت الحكومة البلجيكية من مواطني بلدها «إرجاء سفرهم إلى فرنسا». وقالت متحدثة باسم الشرطة إن هناك نحو 1500 محتج في شارع الشانزليزيه، من بين نحو 8 آلاف محتج في باريس. وفي بروكسل ، أوقف نحو 70 شخصاً أمس خلال احتجاج ل"السترات الصفراء" وأغلق الحيّ الذي تقع فيه مقار الهيئات الأوروبية بشكل كامل، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية.