قرر المجلس الوطني السوري المعارض أمس الاحد عدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2 الهادف الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية، مهددا بالانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر الاخير المشاركة، حسبما اكد رئيس المجلس. وقال جورج صبرا في اتصال هاتفي مع فرانس برس "ان المجلس وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف اعلن قراره الصارم من قبل اعلى هيئة قيادية فيه انه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سوريا)". وتابع رئيس المجلس "اذا قرر الائتلاف ان يذهب نحن لن نذهب" واشار الى ان المجلس "لن يبقى في الائتلاف اذا قرر الائتلاف ان يذهب الى جنيف" لافتا الى المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري. واوضح صبرا ان الامانة العامة للمجلس قررت عدم مشاركة المجلس نظرا لكون "المناخات الموجودة على الارض في سوريا وفي الوضع الاقليمي والدولي لا تعطي اي انطباعات عن ان مؤتمر جنيف يمكن ان يقدم للسوريين شيئا". واضاف "لن نذهب الى مؤتمر لا يكون السوريون فيه اهدافا، نحن لن نشارك في مؤتمر يهدف الى تغطية عجز السياسات الدولية او ستر العورات السياسات الروسية وغيرها". وتسعى روسيا والولايات المتحدة الى عقد مؤتمر جنيف 2 في نوفمبر، من اجل التوصل الى حل للازمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. واعلن عن تشكيل المجلس الذي يضم بشكل خاص جماعة الاخوان المسلمين النافذة والمحظورة في سوريا، قبل أن تتوسع في نوفمبر عام 2012 إلى الجمع بين مجموعات جديدة وتشكيل معارضة الائتلاف الوطني. ويضم المجلس "صقور" المعارضة، التي اعلنت على الدوام رفضها التفاوض قبل رحيل الأسد عن السلطة. المعارضة تتوعد ميدانيا، توعدت ألوية وكتائب معارضة في جنوبدمشق بإمطار سماء العاصمة بالصواريخ وقذائف الهاون إذا لم ينه النظام حصاره لمناطق جنوبدمشق ومعضمية الشام، فيما أدى قصف النظام لمدينة حلب وريفها إلى وقوع قتلى وجرحى في ظل استمرار المعارك بنقاط مختلفة. ودعت هذه المجموعات في بيان لها بث عبر الإنترنت المدنيين إلى إخلاء المناطق السكنية المحيطة بالأفرع الأمنية وتجمعات "الشبيحة". وقالت شبكة شام أمس إن قذيفة هاون سقطت في ساحة العباسيين بدمشق. وكان القتال قد تصاعد السبت في ريف دمشقالجنوبي حيث تسعى القوات النظامية السورية مدعومة بحزب الله اللبناني ومليشيات شيعية لتوسيع نطاق سيطرتها هناك، حسب ناشطين. وقالت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية ومقاتلين من حزب الله ولواء أبي الفضل العباس- الذي يضم عناصر من جنسيات مختلفة- وسّعت نطاق هجومها بريف دمشقالجنوبي إلى بلدتي حجيرة والبويضة. وفي حلب قالت شبكة شام إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم بحي بستان القصر في مدينة حلب إثر سقوط قذيفة مدفعيّة على أحد الأبنية، مشيرة إلى سقوط عدد من الجرحى. كما ذكر المصدر نفسه أن شخصين قتلا بينهم طفل، وجرح آخرون جراء غارتين جويتين على مدينة سكنية بريف حلب. وبالتزامن مع هذه التطورات شن الطيران الحربي السوري قصفا على مدينة الرقة استهدف منطقة المرور غرب المدينة، وفقا لما نقله ناشطون. في المقابل هاجمت كتائب تابعة للمعارضة السورية حاجزا عسكريا في القامشلي- الواقعة في الشمال الشرقي على الحدود التركية- قرب المطار، فيما قامت قوات النظام بقصف محيط الحاجز. وقال المركز الإعلامي السوري إن العديد من الجرحى في صفوف المدنيين- بينهم نساء وأطفال- سقطوا جراء قصف المبنى السكني. وقال ناجون من القصف إن عددا كبيرا من القتلى والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض. إجلاء 1500 من جهة أخرى، اكد مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي لوكالة فرانس أمس ان المنظمة قامت مساء السبت بإجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الاطفال والنساء من مدينة المعضمية، التي تعد احد معاقل المعارضة المسلحة في غرب العاصمة. وقال عرقسوسي للوكالة ان المنظمة "اقلت نحو 1500 مواطن اغلبهم من الاطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم الى مراكز الايواء"، مشيرا الى انهم "كانوا في حالة اعياء وخوف شديدين".