بداية هذا الأسبوع سافرت صباحاً إلى جدة. نودي على الرحلة قبل وقت الاقلاع، قابل طاقم الرحلة الركاب بابتسامة وترحيب، وأخذت وبقية الركاب مقاعدنا. اكتملت الاستعدادات وأعلن الطاقم أن تفويج الركاب اكتمل وأغلقت الأبواب، عندها أرسلت عبر تويتر بأن «رحلة الخطوط السعودية على الوقت وترحيب..نتمنى الأفضل لخطوطنا الوطنية لتنافس وتزدهر.» وما أن وصلت حتى وجدت الردود على «تغريدتي» مشبعة بعدم الرضا، أحدهم قال مستهجناً: «الناس وصلت لخدمات ونت وغيرها بالطيارة ونحن نتفاءل وننبسط بأن خطوطنا انطلقت في الوقت المحدد!»، أما الثاني فقال: « خير إن شاء الله. أما داخلياً فغصب وأما خارجياً فلا أفكر في الخطوط السعودية.»، أما الثالث فرد علي مازحاً بقوله: «أتوقع إشاعة.» يقصد اقلاع الرحلة في وقتها وترحيب طاقمها بالركاب. أما الرابع فقال:» أنا انصدمت من رحلتي الأخيرة لأمريكا، تخيل اقلعت بنا السعودية على الوقت بالضبط..للحين مو مصدق!!»، وتابع آخر: أكيد في شيء غلط!. أما المداخل السادس فقد انتقل بالنقد لمستوى أعلى حين قال: «بفارغ الصبر ننتظر القطرية والخليج، في أسوأ الأحوال أفضل من الخطوط السعودية.» وتبعه آخر مبيناً أنه لن يصدق أن الرحلة قامت في وقتها أو أن أحداً من الطاقم تبسم للركاب ورحب بهم. واختار المغرد الثامن أن يترك الحديث عن الطائرة والخطوط ليتناول خدمات المطارات: «البلاء بالمطار..مطار الرياض يفشل قدام العالم.»، واخر قال ساخراً: «تصدق لابد أن نتحدث بايجابية؛ أمس في رحلة طارت من الرياضلجدة والحمدلله وصلت!» وتبعه متهكم آخر بكلمات شعبية: «ودي ودي أصدق..بس قوية قوية!»، أي انه لا يصدق أن رحلة الخطوط السعودية اقلعت في الوقت وأن الطاقم كان مبتسماً مُرحباً. ثم جاء من أبرز خبراً ايجابياً يقول:»الخطوط السعودية تحرز المركز العاشر من بين 300 شركة طيران حول العالم في نسبة الاقلاع في الوقت المحدد.» لكن عاد من يقول:»أكيد على الوقت، لكن مقعدك قد تم الاستيلاء عليه لشخص آخر وبطاقة الصعود بيدك.» وقال آخر: «الخطوط السعودية صدقاً مظلومة؛ أسافر عليها أسبوعياً منذ سبع سنوات، وبلا مبالغة بدون أي تأخير.»، وقال أحدهم مطمئِناً: «عندما يُفتح باب المنافسة في السوق وتتساوى الفرص ستجد كل شيء يتطور إلى الأفضل تلقائياً.»، وكان المعقب التالي أكثر تحديداً فتحدث عن خدمات المطارات قائلاً:» لم تصل خدمات مطاراتنا للحضيض إلا بالتفرقة؛ فالمسئول يمر عبر التنفيذي دون معاناة فلا يرى ما يحدث للركاب.» فيما تحسر أحدهم قائلاً:» حزنت عندما سافرت يوم الخميس الاسبوع الماضي على الخطوط السعودية من جنيف إلى الرياض؛ وجدت 10 مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال، والسعوديون في نفس المطار على الخطوط التركية والاماراتية.» أوردت الحوار هنا على سبيل الاستدلال أن هناك مشاعر سلبية نحو ناقلنا الرسمي، على الأقل من قبل عينة «مريحة» كما تسمى في علم الاحصاء، وهذه العينة -قطعاً- ليست كافية لاستخلاص أية نتائج يعول عليها، ومع ذلك فهي تعكس انطباعاً. غاية الأمر، أن ثمة اجماعا أن على الخطوط السعودية الارتقاء للمناسبة. ويبدو ان أمامها خيارين على الأقل: أن تدافع باستماتة عن حصتها السوقية محلياً ودولياً، أو تعلن على الملأ أن ما تناله من حصة كاف وأنها لا تتطلع لزيادتها بل ترحب بالمنافسين لها داخلياً واقليمياً وعالمياً وأن «الايثار» هو توجهها تمارسه بوعي مع سبق الاصرار. لكن في كلتا الحالتين على ناقلنا الوطني أن يحرز رضا زبائنه وينتزع اعجابهم. تويتر: @ihsanbuhulaiga